كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

فإذا أريد الماضي. . فالإضافة لا غير، وإذا أريد الحال والاستقبال. . فالإضافة أو النصب كما تقدم، وهذا هو المراد بقوله: (وَإِنْ تُرِدْ جَعْلَ الأَقَلِّ مِثْلَ مَا فَوْقُ. . . إلى آخر البيت)، يعني: اسم الفاعل متى أردت أن تجعل العدد الذي هو أقل من أصله مثل العدد الذي فوق الأقل. . فاحكم لـ (فاعل) حكم (جاعل) على ما تقدم مفصلًا، فنحو: (هذا ثالث اثنين) الأقل فيه هو: (اثنين)؛ فإن أردت أن تجعلها مثل ما فوقها؛ أي: تجعلها ثلاثة. . فاحكم لـ (ثالث) حكم (جاعل) كما تقدم.
واعلم: أن هذا الاستعمال لا يكون في (ثان)، فلا يجوز على المشهور أن يؤتى به مع العدد الذي هو أقل ويراد به العدد الذي فوق الأقل، فلا يقال: (ثاني واحد) على معنى أنه صير الواحد اثنين.
وأجازه بعضهم.
واللَّه الموفق
ص:
٧٤٢ - وَإِنْ أَرَدْتَ مِثْلَ ثَانِي اثْنَيْنِ ... مُرَكَّبًا فَجِئَ بِتَركِيبَيْنِ (¬١)
٧٤٣ - أَو فَاعلًا بِحالَتيْهِ أَضِفِ ... إِلَى مُرَكَّبٍ بِمَا تَنْوِي يَفِي (¬٢)
---------------
(¬١) وإن: شرطية. أردت: أراد: فعل ماض مبني على فتح مقدر في محل جزم، فعل الشرط، وتاء المخاطب فاعله. مثل: مفعول به لأردت، ومثل مضاف، وثاني اثنين: مضاف إليه. مركبا: حال من مثل. فجئ: الفاء واقعة في جواب الشرط، جئ: فعل أمر، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. بتركيبين: جار ومجرور متعلق بقوله: جئ.
(¬٢) أو: حرف عطف. فاعلا: مفعول تقدم على عامله وهو قوله: أضف الآتي. بحالتيه: الجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لقوله: فاعلا، وحالتي: مجرور بالياء لأنه مثنى مضاف، وضمير الغائب العائد إلى فاعل: مضاف إليه. أضف: فعل أمر معطوف بأو على (جئ) في البيت السابق، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إلى مركب: جار ومجرور متعلق بقوله: أضف السابق. بما: جار ومجرور متعلق بقوله: يفي الآتي. تنوي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة (ما) المجرورة محلا بالباء، والعائد ضمير محذوف يقع مفعولًا به لتنوي، وتقدير الكلام: بالذي تنويه. يفي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى مركب، والجملة من يفي وفاعله: في محل جر صفة لمركب.

الصفحة 123