كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

٧٤٤ - وَشَاعَ الاسْتِغْنَا بحَادِي عَشَرَا ... وَنَحْوِهِ وَقَبْلَ عِشْرِيْنَ اذْكُرَا (¬١)
٧٤٥ - وَبَابِهِ الفَاعِلَ مِنْ لَفْظِ العَدَدْ ... بِحَالَتَيْهِ قَبْلَ وَاوٍ يُعْتَمَدْ (¬٢)
ش:
قد علمت أنه إذا قيل: (ثاني اثنين)، و (ثالث ثلاثة)، و (رابع أربعة) كان الوصف على معنى (بعض)؛ لأنه مضاف للعدد الذي بني منه.
وذكر الشيخ هنا: أنك إذا أردت بالعدد المركب ما أردته بـ (ثاني اثنين)، و (ثالث ثلاثة) من كون المضاف إليه على معنى (بعض). . فَائْتِ بتركيبين يشتملان على أربع كلمات؛ لأن كل تركيب كلمتان؛ كـ (خمسة عشر).
فإذا قصد المذكر. . يجاء في صدر التركيب الأول بـ (فاعل)، وفي عجزه بـ (عشر) وفي صدر التركيب الثاني بالعدد الذي بني منه فاعل، وفي عجزه بـ (عشر) أيضًا، وتركب فاعل مع الجزء الذي بعده، ثم تضيف التركيب للأول برمته إلى التركيب الثاني؛ نحو: (هذا ثالثَ عشرَ ثلاثةَ عشرَ) بفتح الكلمات الأربع، وهذا المثال استكمل الشروط؛ لأنه اشتمل على تركيبين؛ الأول: (ثالث عشر)، والثاني: (ثلاثة عشر)، وصدر التركيب الأول فاعل مركب مع عجزه وهو (عشر)، وصدر التركيب الثاني هو العدد الذي بني منه فامحل وعجزه (عشر) كما سبق.
والتركيب الأول بجزأَيه مضاف للتركيب الثاني.
---------------
(¬١) وشاع: فعل ماض. الاستغنا: قصر للضرورة: فاعل شاع. بحادي عشرا: جار ومجرور متعلق بالاستغنا. ونحوه: الواو عاطفة، نحو: معطوف على حادي عشرا، ونحو مضاف، والضمير: مضاف إليه. وقبل: ظرف متعلق بقوله: (اذكرا) الآتي، وقبل مضاف، وعشرين: مضاف إليه. اذكرا: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والألف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة.
(¬٢) وبابه: معطوف على قوله: (عشرين) في البيت السابق. الفاعل: مفعول به لـ (اذكر) في البيت السابق. من لفظ: جار ومجرور متعلق باذكر، أو بنعت لقوله: (الفاعل) محذوف، تقديره: الفاعل المصوغ من لفظ، ولفظ مضاف، والعدد: مضاف إليه. بحالتيه: الجار والمجرور متعلق باذكر، وحالتي مضاف، والضمير مضاف إليه. قبل: ظرف متعلق بمحذوف حال من (الفاعل)، وقبل: مضاف، وواوٍ: مضاف إليه. يعتمد: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى واو، والجملة من يعتمد ونائب فاعله: في محل جر صفة لواو.

الصفحة 124