كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

- و (سقيته صحرة بحرةَ)؛ أي: منكشفين.
و (ذهبوا أخولَ أخولَ) بالمعجمة، قال الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . ... سِقَاطُ شِرَارِ العَينِ أَخوَلَ أَخوَلا (¬١)
أي: (متفرقين).
- و (تفرقوا شذَرَ مذرَ) (¬٢)؛ أي: متشذّرين متمذرين.
- و (هذا بَيْنَ بَيْنَ)، أي: بين الجيد والردي.
- و (يَوْمَ يَوْمَ)؛ أي: يومًا بعد يوم وصباح مساء؛ أي: كل صباح ومساء.
- و (ذهبوا شغرَ بغرَ)، أي: متفرقين.
ونحو ذلك بالبناء على الفتح في الكلمتين، ومحلها النصب على الحال كما سبق، وربما أضيف الأول للثاني.
وعن سيبويه: هو (جاري بيتَ بيتِ) بالإضافة.
---------------
(¬١) التخريج: عجز بيت من الطويل وصدره: يُسَاقطُ عنهُ رَوقُه ضَارياتِها
وهو لضابئ بن الحارث في الخصائص ٣/ ٢٩٠، والدرر ٤/ ٣٤، والشعر والشعراء ٢١/ ٣٥٩، ولسان العرب ٧/ ٣١٦ (سقط)، ١١/ ٢٢٦ (خول)، والمحتسب ٢/ ٤١، ونوادر أبي زيد ص ١٤٥، وتاج العروس (خول)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٦٢١، والخصائص ٢/ ١٣٠، وشرح شذور الذهب ص ٩٨، والمحتسب ١/ ٨٦، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٩.
الشاهد قوله: (أخول أخولا) حيث جاء التركيب مبنيًا على الفتح في الجزأين، والألف الثانية للإطلاق.
(¬٢) قال في التاج: ومن أَمْثَالِهِم: "تَفَرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ"، بالتَّحْرِيك فيهمَا. ويُكْسَرُ أَوَّلُهُمَا.
وَقد تُبدَل المِيم من (مذَر) بَاء موحّدةً، وَقَالَ بعضُهم: هُوَ الأَصْلُ؛ لأَنَّه من التَّبْذِيرِ، وَهُوَ التَّفْرِيقُ، قَالَه شيخُنَا.
قلت (القائل صاحب التاج): وَالَّذِي يَظْهَر: أَنَّ المِيم هُوَ الأَصل؛ لأَن المَقْصود مِنْهُ إِنّما هُوَ الإِتباعُ فَقَط، لَا ملاحظَةُ معنَى التَّفْرِيقِ كأَخَوِاته الآتِيَة، فتأَمَّل؛ أَي (ذَهَبُوا فِي كُلِّ وجْهٍ).
وَزَاد الميْدانيّ فَقَالَ: ويُقَال: ذَهَبُوا شَغَرَ بَغَر، وشَذرَ مَذَرَ، وجِذَعَ مِذَعَ، أَي تَفرَّقُوا فِي كُلِّ وجْهٍ.
وَزَاد فِي اللِّسَان: وَلَا يُقَال ذلك فِي الإِقْبَالِ، وَفِي حَدِيث عائِشةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا: (إِنّ عُمَرَ رضِيَ اللَّه عنهُ: شَرَّدَ الشِّرْكَ شَذَر مَذَرَ)، أَي فَرَّقَه وبَدَّده فِي كُلّ وَجْه.

الصفحة 128