كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقيل: الجمع شاذ.
وتعربها على نحو ما أعربت الاستفهامية آنفًا.
ومعناها التكثير كما سبق؛ أي: (كثيرًا من العبيد ملكت).
وقوله: (مَرَه) أصله: (امرأة) نقلت حركة الهمزة للراء، ثم حذفت الهمزة.
- ولما كانت الاستفهامية لمطلق العدد من غير قيدٍ بقلةٍ ولا كثرة. . حملت على وسط العدد في إفراد التمييز.
- ولما كانت الخبرية للتكثير. . حملت على نقيضها، وهي رب التي للتقليل على المشهور فجرَّت.
وبنو تميم: ينصبون تمييزها؛ نحو: (كم عبدًا عندي).
وأما قوله:
كَمْ عمَّةٌ لَكَ يَا جَرِيرُ وَخَالَةٌ ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
فروي بنصب (عمة) على أن (كم) استفهامية استهزاء وتهكمًا.
وبالجر على أن (كم) خبرية.
وبالرفع على أن (عمة) مبتدأ، وسبق في الابتداء.
والأكثرون: أن تمييز الخبرية مجرور بـ (كم) نفسها.
والخليل: أن الجر بـ (من) مضمرة.
وروي عن الفراء، واستدل له بقول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . ... كَم ضَاحِكٍ مِن ذَا وَمِن سَاخِرِ (¬٢)
أي: (كم من ضاحك ومن ساخر).
---------------
(¬١) تقدم إعرابه وشرحه.
(¬٢) التخريج: عجز بيت من السريع، وصدره: يَا عَجَبَ الدَّهر مَتَى سويّا
وهو للأعشى في ديوانه ١٠٦، وانظر تخريجه في الشّعر والشعراء ٥١، وأمالي ابن الشجري ١/ ٣٦٤ والمساعد على تسهيل الفوائد ٢/ ١١٠.
الشاهد: قوله: (كم ضاحك)؛ قال ابن الشجري: أراد: (كم من ضاحك)؛ فلذلك عطف عليه بـ "من" فقال: (ومن ساخر).

الصفحة 133