كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ويجوز جره بـ (من) الزائدة، قال تعالى: {وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا}.
ويجوز الفصل بينهما وبين التمييز في الضرورة.
فإن كان بظرف. . فالأحسن النصب؛ كراهة الفصل بين المتضايفين، ومنه قولُ الشاعرِ:
تَؤُمُّ سِنَانًا وَكَم دُونَهُ ... مِنَ الأَرضِ مُحدَودِبًا غَارُهَا (¬١)
ومن الجر قوله:
كَم فِي بَنِي بَكرِ بنِ سَعدٍ سَيِّدٍ ... . . . . . . . . . . . . . (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في الكتاب ٢/ ١٦٥، وليس في ديوانه، وللأعشى في المحتسب ١/ ١٣٨، وليس في ديوانه، ولزهير أو لكعب أو للأعشى في شرح شواهد الإيضاح ص ١٩٧، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٦٣٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٣٥، ولسان العرب ٥/ ٣٥ (غور).
اللغة: تؤمّ: تقصد. سنان: اسم الحصين الرّومي الذي قصده. الغار: كلّ ما اطمأن من الأرض.
المعنى: إن ناقتي تقصد حصن سنان رغم ما يفصلها عنه من مسافات من الأرض المحدودبة المختلفة التضاريس.
الإعراب: تؤمُّ: فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. سنانًا: مفعول به منصوب بالفتحة. وكم: الواو: واو الحال، وكم: اسم كناية مبني على السكون في محلّ رفع مبتدأ. دونه: مفعول فيه ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بمحذوف خبر كم، والهاء: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. من الأرض: جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر كم. محدودبًا: تمييز منصوب بالفتحة. غارُها: فاعل لاسم الفاعل محدودب مرفوع بالضمة، وها: ضمير متصل مبني في محلّ جرٍّ بالإضافة.
وجملة (تؤم سنانًا): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (كم محدودب غارها): في محل نصب حال.
الشاهد فيه قوله: (كم دونه من الأرض محدودبًا)؛ حيث فصل بين (كم) و (محدودبًا) بالظرف والجار والمجرور، فوجب نصب محدودبًا، وامتنع الجر عند البصريين.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: ضَخْمِ الدَّسيعَةِ مَاجِدٍ نَفَّاعٍ
سيبويه/ ١/ ٢٩٦، والإنصاف/ ٣٠٤، وشرح المفصل/ ٤/ ١٣٠. وانظره في الكتاب (٢/ ١٦٨)، والمقتضب (٣/ ٦٢)، واللمع (٢٢٩)، وابن يعيش (٤/ ١٣٠، ١٣٢)، والإنصاف (٣٠٤)، والخزانة (٦/ ٤٧٦)، والأشموني (٤/ ٨٢).

الصفحة 134