كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وَإِذَا عَابُوهُ جَهْلا ... لَيتَ شِعرِي كانَ مَاذَا؟
وقال الفراء: إن (كم) فاعل في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا}، فأعمل فيها الفعل قبلها.
والوجه: أنّ الفاعل مصدر؛ أي: (الهَدْيَ)، وهو للمبرد.
وذكر السمين عند قوله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}، أنه يجوز عند قوم أنّ يعمل في (كم) الخبرية ما قبلها؛ نحو: (ملكت كم عبد).
واللَّه الموفق
ص:
٧٤٩ - كَكَمْ كَأَيِّنْ وَكَذَا وَيَنْتَصِبْ ... تَمِييْزُ ذَيْنِ أَو بِهِ صِلْ مِنْ تُصِبْ (¬١)
ش:
* (كأين)، و (كذا) مثلُ (كم) الخبرية في الدلالة على التكثير.
وقيل: يجوز أن يعبر بـ (كذا) عن العدد القليل.
١. ويجوز نصب تمييزهما؛ نحو: (كأين رجلًا جاءك)، فهي مبتدأ، والجملة بعدها خبر.
وهي مفعول في نحو: (كأين رجلًا رأيت)، والعامل: الفعل المذكور.
وتقول: (له عندي كذا درهمًا).
---------------
= إن يَكْن ذِلكَ جَهْلا ... منهم فكان ماذا؟
ومن نظم ابن حبيش المذكور قوله:
إذا ما شئت أن تحيا هنيًا ... رَفِيع القَدْرِ ذَا نَفْس كَرِيمَه
فَلا تَشفَع إلَى رَجُلٍ كَبِير ... ولَا تَشْهَد وَلَا تَحضر وَلِيمه
(¬١) ككم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. كأي: مبتدأ مؤخر. وكذا: معطوف على كأي. وينتصب: الواو عاطفة، ينتصب: فعل مضارع. تمييز: فاعل ينتصب، وتمييز مضاف، وذين: مضاف إليه. أو: عاطفة. به: جار ومجرور متعلق بقوله: صل الآتي. صل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مِن: قصد لفظه: مفعول به لصل. تصب: فعل مضارع مجزوم في جواب الأمر الذي هو قوله (فعل)، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت.

الصفحة 137