كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

٢. والكثير في تمييز (كأين) أن يتصل بـ (من)، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ}. . . الآية فهي مبتدأ، و (من دابة): تمييزها، و (اللَّه يرزقها): الخبر، {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ}.
وأنكر ابن عصفور: نصبه.
ونصب في قول الشاعر:
وكَائِن لَنَا فَضلًا عَلَيكُمْ وَنِعمَةً ... . . . . . . . . . . . . . . (¬١)
وقول الآخر:
اطْرُدِ اليَأْسَ بِالرَّجاءِ فَكَأيِّنْ ... آلِمًا حمَّ يُسرُهُ بَعدَ عُسرِ (¬٢)
١. وركبت من كاف التشبيه و (أي) الاستفهامية.
وأما (كذا). . فمن كاف التشبيه، و (ذا) اسم الإشارة.
٢. وقد يستفهم بـ (كأين)؛ كقول أبي بن كعب لعبد اللَّه بن مسعود: "كأين تقرأ سورة الأحزاب؟ " فقال: "ثلاثًا وسبعين".
٣. وأجاز ابن عصفور جرها بالحرف؛ نحو: (يكأين تبيع هذا الثوب؟).
٤. وفيها لغات:
---------------
(¬١) صدر بيت من الطويل، وعجزه: قَديمًا ولا تَدْرُونَ ما مَنُّ مُنْعِمِ؟
وهو بلا نسبة في الدرر ٤/ ٥١؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٧؛ وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٢؛ ومغني اللبيب ١/ ١٨٧؛ وهمع الهوامع ١/، وهو في ديوان الأعشى قيس الشاعر المشهور من قصيدة يهجو بها عمير بن عبد اللَّه بن المنذر بن عيدان، ينظر ديوان الأعشى (ص ١٨٥).
الشاهد: قوله: (وكَائِن لنا فضلا)؛ حيث جاء فيه مميّز (كأين) منصوبًا، على غير الغالب.
(¬٢) التخريج: البيت من الخفيف، وهو بلا نسبة في الدرر ٤/ ٥١، وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٧، وشرح التصريح ٢/ ٢٨١، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٣، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٩٥، وهمع الهوامع ١/ ٢٥٥، وأوضح المسالك ٤/ ٢٧٦، ومغني اللبيب ١/ ١٨٦.
اللغة: أطرد: أمر من طَردَ يطرد كقتل يقتل، واليأس: القنوط، الرجاء: الأمل، حمّ: قدّر.
المعنى: لا تقنط، وترجَّ حصول الفرج بعد الشدّة؛ فكم من صاحب أمل قدر اللَّه غناه بعد فقره، ويروى البيت بمد الرجاء وكائن، وقصرهما.
والشاهد في البيت: قوله: (فكأين آملا)؛ حيث استشهد به على نصب تمييز (كأين) على غير الغالب.

الصفحة 138