كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

• وإذا عطف العلم أو عطف عليه؛ نحو: (رأيت زيدًا وعمرًا). . ففي حكايته خلاف.
والصحيح: الجواز فيهما، فيقال: (من زيدًا وعمرًا).
قال القواس: وهو مذهب الحجازيين؛ لأن الأعلام لما كانت كثيرة الاستعمال. . جاز فيها ما لم يجز في غيرها.
وإذا انتفى الاشتراك في العلم. . امتنعت الحكاية كـ (الفرزدق).
والمشهور: أنه لا يحكى من المعارف إلا العلم، فيقال في (جاء غلام زيد)، و (رأيت غلام زيد)، و (مررت بغلام زيد): (مَن غلامُ زيد؟)، برفع (غلام) خبرًا عن (مَن).
ولا يجوز فيه حكاية، خلافًا ليونس، واختص العلم بذلك لكثرة استعماله كما سبق.
وذكر القواس: أن مذهب يونس هو مذهب تميم.
• وتختص (مَن) في الحكاية بمن يعقل.
• بخلاف (أي) فتكون للعاقل وغيره.
ونقل عن بني تميم: أنه ليس عندهم حكاية، وأنهم يقولون: (مَن زيدٌ؟) مطلقًا، برفع (زيد) خبرًا عن (مَن) أو عكسه، سواء كان المسؤول عنه مرفوعًا أو غيره.
وحكاية القواس فيما تقدم تنافي ذلك.
وقد يحكى الضمير بـ (مَن) كما تحكى النكرة؛ نحو: (منون؟) لمن قال: (جاؤوا).
و (منين) لمن قال: (رأيتهم) أو (مررت بهم)، قاله في "الكافية" (¬١).
ومن العرب: من يحكي النكرة مع التجرد مما ذكر؛ كقول أعرابي: (ليس بقرشيان)، بعد أن قيل له: (إنهما قرشيان)، وقول الآخر: (ليس بقرشيًا) بعد (أليس قرشيًا؟)، فحكى النكرة بلفظها.
وقول الآخر:
---------------
(¬١) انظر شرح الكافية الشافية (٤/ ٢٧٨).

الصفحة 149