كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

فهي: مبتدأ، والمجرور بعدها خبر.
وقيل: (مه) اسم فعل، ثم استأنف ما لي الليلة؟
ويقع كل من هذه الأدوات:
مبتدأ كما ذكر, ومفعولا.
فتكون مبتدأ: إذا عمل الفعل الذي بعده في ضميرٍ يعود عليه؛ نحو: (من يكرمني أكرمه)، و (ما يعجبك يعجبني)، و (مهما حصل كفى)، فكل منها: اسم شرط مبتدأ في محل رفع، والخبر: فعل الشرط على الأصح.
وقيل: هو والجواب معًا؛ لأن الكلام لا يتم إلا بالجواب.
وقال مكي: الجواب هو الخبر، قال في قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا}، (مَن): شرط رفع بالابتداء، و (فله): الجواب، وهو الخبر. انتهى.
وتكون مفعولا: إذا عمل الفعل الذي بعده فيه؛ نحو: (من تضرب أضرب)، و (ما تفعل أفعل)، و (مهما تفعل أفعل)، فعمل في الفعل الجزم، وعمل فيه الفعل النصب، فهو عامل معمولٌ.
* والظرف: (متى)، و (أيان)، و (أين)، و (أنى)، و (حيثما)، و (أي):
---------------
ونوادر أبي زيد ص ٦٢، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥١، ٦١١، وخزانة الأدب ٩/ ٥٢٤، ولسان العرب ١٣/ ٥٤٣ (مهه)، وهمع الهوامع ٢/ ٥٨.
اللغة: أودى الشيءُ: هلك، وهوى؛ وأودى به: أهلكه، وأضَلَّه. السربال: القميص، وقيل: الدرع.
المعنى: يستغرب الشاعر، ويستعظم ما حَلَّ به هذا اليوم حتى زلَّت قدمه وهَوَى في الهاوية.
الإعراب: مهما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لي: جار ومجرور متعلقان بالخبر. الليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالخبر المحذوف. مهما ليه: مثل الأولى، وأما الهاء: فهي هاء السكت. أودى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. بنعليَّ: الباء: حرف جر، نعليَّ: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وياء المتكلم: مضاف إليه. والجار والمجرور متعلقان بالفعل أودى. وسرباليه: الواو: حرف عطف، سرباليه: معطوف على نعليّ مجرور مثله، وعلامة جره الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، وياء المتكلم: مضاف إليه، والهاء: للسكت.
وجملة (مهما لي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (مهما ليه): توكيد للأولى. وجملة (أودى بنعليَّ): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه: أنّ (مهما) فيه اسم استفهام بمعنى ما.

الصفحة 15