كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

فَأَجبتُ قَائِلَ كَيفَ أَنتَ بِصَالِحٌ ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
فقيل له: (كيف أنت)، فقال: (صالحٌ) بالرفع، ثم قصد أن يحكي ذلك اللفظ.
ويروى: (بصالحٍ) بالجر فلا حكاية.
وقد قيل لبعضهم: (هاتان تمرتان)، فقال: (دعني من تمرتان) فحكى اللفظ بعينه كما سبق.
وقال الشاعر:
وَأَصفَرَ مِن ضَربِ دَارِ المُلُوكْ ... يَلُوحُ عَلَى وَجهِهِ جَعفَرَا (¬٢)
فحكاه منصوبًا كما رآه مكتوبًا على الدينار.
تنبيه:
إذا نسب إلى حرف أو غيره حكمٌ هو للفظه دون معناه. . جاز أن يعرب على حسب العوامل أو يحكى بلفظه.
فتقول على الإعراب: (مِن: حرف جر)، بالرفع على أنها مبتدأ، و (حرف جر): خبرها.
وتقول على البناء: (من: حرف جر)، بسكون النون على حالها.
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيتَ من الكامل، وعجزه: حَتَّى مَلِلْتُ وملَّنِي عُوَّادِي
وقائله مجهول، وهو في المغني (ص ٤٢٢)، وشرح شواهده (ص ٨٣٧)، والعيني (٤/ ٥٠٣)، والهمع (١/ ١٥٧).
الشرح: مللت: من الملالة وهي السآمة، والعُوَّاد: جمع عائد، وهو الزائر الذي يزور المريض ويسأل عن حاله.
والشاهد فيه: قوله (بصالحٌ) بالجر على قضية حكاية الاسم المفرد كأنه قال: وأجبت قائل: كيف أنت، بهذه اللفظة، وهو شاذ؛ لأن المفرد لا يحكى في غير الاستفهام.
(¬٢) التخريج: البيت مجهول القائل وهو في التذييل (٢/ ١٠٩٠)، وهو من المتقارب.
اللغة: الأصفر: الدرهم.
المعنى: وصف دينارا نقش فيه اسم جعفر البرمكي، كأنه قال: يلوح على وجهه: (اقصدوا جعفرا).
والشاهد فيه قوله: (يلوح على وجهه جعفرا) حيث حكى لفظ (جعفرا) كما هو، وقدر له ناصبًا والجملة من الفعل المقدر وفاعله ومفعوله المذكور: في محل رفع فاعل (يلوح).

الصفحة 150