كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وفي (أي) تفصيل يأتي.
- فـ (متى)، و (إيان) ظرفا زمان.
- و (أين)، و (أنى)، و (حيثما) ظروف مكان.
فتقول: (متى تخرج أخرج)، و (أيان تذهب أذهب)، و (أين تجلس أجلس)، و (أنى تذهب تصب خيرًا)، و (حيثما تستقم تفلح)، فكل منها في محل نصب على الظرفية، وهو عامل معمول كما سبق.
* ولـ (أنى) معان غير الشرط، فرادفت (متى)، و (كيف)، و (مِن أين):
فالأول: {قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا}.
والثاني: {فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}.
والثالث: {أَنَّى لَكِ هَذَا}.
* وأما (أي): فتضاف لظرف الزمان أو لظرف المكان أو لغير ذلك.
فإن أضيفت لظرف الزمان .. كانت ظرف زمان؛ نحو: (أيَّ وقت تقم أقم).
وإن أضيفت لظرف مكان .. كانت ظرف مكان؛ نحو: (أيَّ مكان تجلس أجس)، فهي منصوبة في المثالين على الظرفيَّة، عاملة معمولة كما سبق.
وإن أضيفت لما لا يدل على زمان ولا مكان .. عريت عن الظرفية؛ نحو: (أيَّهم تضرب أضرب) فهي هنا منصوبة على المفعولية المحضة.
* وتجرد من الإضافة .. فتنون، وتنصب أو ترفع؛ سواء كانت معها (ما) أو لا:
فهى مفعول في نحو: (أيًّا تضرب أضرب)، وفي القرآن: {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
ومبتدأ في نحو: (أيٌّ يكرمني أكرمه)، و (أيَّةٌ تكرمني أكرمها).
* فإن عمل فيها الفعل بعدها .. كانت مفعولًا.
* وإن رفع ضميرًا يعود عليها .. كانت مبتدأ كما سبق في (مَن)، و (ما)، و (مهما).
* وإذا صحبتها (ما) .. فالأجود أن تكون (ما) متوسطة بينها وبين المضاف إليه؛ كقوله تعالى: {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ}، فـ (أي): منصوب بقضيت,

الصفحة 16