كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقول الآخر:
..................... ... وكان إذا ما يَسْلُلِ السيفَ يَضرِبِ (¬١)
---------------
من قصيدة طويلة، لعبد قيس بن خفاف، وهو شاعر جاهلي، وقد ذكرها العيني، وانظرها في المفضليات للضبي (٣/ ١٥٥٥) بشرح التبريزي، تحقيق فخر الدين قباوة، وانظر بيت الشاهد في شرح التصريح (١/ ٢٠٨) وشرح شواهد المغني (٢٧١)، واللسان (كرب)، وشرح الأشموني (١/ ٢٦٥)، والقصيدة من عيون الشعر العربي، وهي بتمامها:
أبُنَيّ إن أبَاكَ كارِبُ يَوْمِه ... فإذا دُعيتَ إلى المكَارِمِ فاعْجَلِ
أُوصِيكَ إيصَاءَ امرئٍ لَكَ ناصحٍ ... طبن بريبِ الدَّهْرِ غَيرِ مُغَفَّل
اللَّه فاتّقِهِ وأوْفِ بنذْرِهِ ... وإذا حلفْتَ مُمَارِيًا فتحلَّلِ
والضيفَ اكْرِمْهُ فإنَّ مَبِيتَهُ ... حَق ولا تَكُ لُعْنَةً للنُّزَّلِ
واعلم بأنَّ الضيفَ مُخبِرُ أَهْلِه ... بمَبيتِ لَيلَتهِ وإنْ لَم يُسْألِ
وَدَع القوارصَ للصديقِ وغَيرهُ ... كَيلَا يَرَوْكَ من اللَّئامِ العُزّلِ
وَصِلِ الموُاصِل ما صَفَا لَكَ وُدُّهُ ... واحْذَرْ حِبال الخائنِ المتبذِّلِ
واتْرُكْ مَحل السوء لا تحلُلْ بِهِ ... وإذَا نَبَا بِكَ مَنْزِلٌ فَتحوَّلِ
دَارُ الهَوانِ لِمَنْ رَآهَا دَارَهُ ... أَفَراحِلٌ عَنْهَا كمن لَم يَرْحَلِ؟
وإذَا هَمَمْتَ بأمْرِ شَرّ فَاتَّئِدْ ... وإذَا هَمَمْتَ بأمْرِ خَيرٍ فافْعَلِ
وإذَا أَتَتْكَ من العدِّو قَوارصٌ ... فاقْرصْ كَذَاك ولا تَقُلْ لَم أَفْعَلِ
وإذا افتقرْتَ فلا تكُنْ مُتَخشِّعًا ... تَرجُو الفواضِل عند غيرِ المفضِلِ
وإذا لَقَيتَ القومَ فَاضْرِبْ فيهمُ ... حَتَّى يَرَوْك طِلاءَ أجْرَبَ مُهْمَلِ
واستغْنِ ما أغْنَاكَ رَبُّك بالغِنَى ... وإذْا تُصْبكَ خصَاصةٌ فتجمَّلِ
واسْتَأْنِ حِلْمَك في أُمُورِكَ كلِّها ... وإذا عَزَمْتَ علَى الهَوى فَتَوكّلِ
وإذَا لَقيتَ الباهِشِينَ إلى النَّدى ... غُبْرًا أكُفُّهُمُ بِقَاع مُمْحِلِ
فَأَعنْهُمْ وايسِرْ بما يَسَّرُوا بِهِ ... وإذا هُمُو نَزَلُوا بِضنْكٍ فانْزِلِ
الشاهد: قوله: (وإذا تصبك خصاصة فتجمل) حيث أعمل (إذا) عمل (إذما) فجزم بها فعلين، وهذا خاص بالشعر.
(¬١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فَقَامَ أَبُو لَيْلى إِلَيه ابن ظَالِم
وهو للفرزدق في ديوانه ١/ ٢١، وخزانة الأدب ٧/ ٧٧، وشرح المفصل ٨/ ١٣٤.

الصفحة 19