كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

فهي ظرف مضاف لما بعده، والجملة بعدها: في محل جر مضاف إليه، وجوابها: كجواب غيرها من أدوات الشرط، فيجزم لفظًا إن كان مضارعًا، ومحلًا إن كان ماضيًا.
أما إن قلت في النثر: (إذا جاء زيد أكرمه) فهي ظرف مضاف كما ذكر، ولا محل لجوابها حينئذ، وهو مرفوع؛ لأنها لا تعمل نثرًا كما ذكر.
- والكثير وقوع المستقبل بعدها.
- وقد تخرج عنه، وجعل منه قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا}؛ لأن الآية نزلت بعد رؤيتهم وانفضاضهم.
- وقد تجرد من معنى الشرط وتتمحض للظرفية؛ كقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ}، {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ}.
ولو كانت شرطية .. لقيل: (فهم ينتصرون)، (فهم يغفرون) كما سيأتي بيانه.
فهي في الأول: ظرف لـ (يغشى).
وفي الثاني والثالث: ظرف للفعل الواقع خبرًا عن (هم).
---------------
اللغة والمعنى: سلّ السيف: سحبه من غمده.
الإعراب: فقام: الفاء: بحسب ما قبلها، قام: فعل ماضٍ مبني على الفتح. أبو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الخمسة، وهو مضاف. ليلى: مضاف إليه مجرور بكسرة مقدّرة على الألف للتعذر. إليه: جارّ ومجرور متعلّقان بـ (قام). ابنُ: بدل من أبو مرفوع بالضمّة، وهو مضاف. ظالم: مضاف إليه مجرور بالكسرة. وكان: الواو: للاستئناف، كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح، واسمه ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، إذا: ظرف زمان متضمّن معنى الشرط مبني في محلّ نصب مفعول فيه متعلق بجوابه (يضرب). ما: زائدة. يسلل: فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط، وحرّك بالكسر منعًا لالتقاء الساكنين، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو، السيف: مفعول به منصوب بالفتحة. يضرب: فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الشرط، وحرّك بالكسرة لضرورة القافية، وفاعله ضمير مستتر جوازًا تقديره: هو.
وجملة (فقام أبو ليلى): بحسب الفاء. وجملة (كان إذا): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
والجملة الشرطية في محل نصب خبر كان. وجملة (يسلل): في محلّ جرّ مضاف إليه. وجملة (يضرب): جواب شرط غير مقترن بالفاء لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: (إذا ما يسللِ السيف يضربِ) حيث جزم بـ (إذا) فعلي الشرط، وهذا غير جائز في غير الشعر.

الصفحة 20