كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ش:
* الأصل: جزم الشرط والجواب.
* ويجوز رفع الجزاء المضارع إن كان الشرط ماضيًا؛ كـ (إن قام زيد يقوم عمرو).
وقال الشاعر:
وَإِن أَتَاهُ خَلِيلٌ يَومَ مَسأَلَةٍ ... يَقُولُ لَا غَائِبٌ مَالِي وَلَا حَرِمُ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ١٥٣، وجمهرة اللغة ص ١٠٨، وخزانة الأدب ٩/ ٤٨، ٧٠، والدرر ٥/ ٨٢، ورصف المباني ص ١٠٤، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٨٥، وشرح التصريح ٢/ ٢٤٩، وشرح شواهد المغني ٢/ ٨٣٨، والكتاب ٣/ ٦٦، ولسان العرب ١١/ ٢١٥ (خلل)، ١٢/ ١٢٨ (حرم)، والمحتسب ٢/ ٦٥، ومغني اللبيب ٢/ ٤٢٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٢٩، والمقتضب ٢/ ٧٠، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٠٧، وجواهر الأدب ص ٢٠٣، وشرح ابن عقيل ص ٥٨٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٥٣، وهمع الهوامع ٢/ ٦٠.
اللغة: الخليل هنا: الفقير والمعوز. المسألة: طلب العطاء والحاجة. الحَرِم: الممنوع.
المعنى: يقول: إذا ما أتاه محتاج يطلب نوالًا فإنّه يقول له: مالي موجود ولا حرمان لك منه، أي: إنّه رجل كريم، لا يردّ سائلًا مهما كانت الظروف.
الإعراب: وإن: الواو: بحسب ما قبلها، وإن: حرف شرط جازم. أتاه: فعل ماضٍ مبنيّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر، وهو في محل جزم فعل الشرط، والهاء: ضمير متصل مبنيّ في محل نصب مفعول به. خليل: فاعل مرفوع. يوم: ظرف زمان متعلّق بـ (أتى)، وهو مضاف. مسألة: مضاف إليه مجرور. يقول: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، لا: حرف نفي يعمل عمل ليس. غائب: اسم لا مرفوع.
ومنهم من أهمل عمل لا، و (غائب) عنده: مبتدأ مرفوع. مالي: فاعل لاسم الفاعل غائب مرفوع سدّ مسدّ الخبر، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل مبنيّ في محل جرّ بالإضافة. ولا: الواو: حرف عطف، لا: زائدة لتأكيد النفي. حرم: معطوف على غائب مرفوع.
وجملة (إن أتاه خليل): لا محلّ لها من الإعراب لأنّها استئنافية، أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة (يقول): لا محلّ لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء أو إذا. وجملة (لا غائب مالي): في محلّ نصب مفعول به.
الشاهد فيه قوله: (إن أتاه ... يقول) حيث رفع جواب الشرط؛ لكون فعل الشرط ماضيًا، وهذا جائز، ويجوز الجزم أيضًا.

الصفحة 25