كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ولأبي بن كعب: "فإن جاء صاحبها وإلا استمتع بها" (¬١).
ورواه البعلي: "وإلا استنفقها" (¬٢).
والله الموفق
ص:
٧٠٢ - وَتَخْلُفُ الفَاءَ إِذَا المُفَاجَأَةْ ... كَإِنْ تَجُدْ إِذَا لَنَا مُكَافَأَة (¬٣)
ش:
الفاء الواجبة المتقدم ذكرها: تخلفها (إذا) الفجائية؛ لأنها مثلها في عدم الابتداء بها، فكلاهما يدل على التعقيب.
ولا تستعمل (إذا) الفجائية إلا في الجملة الاسمية العارية عن الناسخ؛ لأن (إذا) الفجائية لا تدخل على غير الجملة الاسمية إلا قليلًا.
فمن نيابتها عن الفاء قوله تعالى: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}.
وقول الشيخ رحمه اللَّه: (كَإِنْ تَجُدْ إِذَا لَنَا مُكَافَأَةْ).
ولم يُحفَظ وقوع إذا الفجائية إلا بعد (إن)، و (إذا) من أدوات الشرط.
ومن الثاني: قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}.
و (إذا): فاعل بـ (تخلف)، و (الفاء): مفعول مقدم.
والله الموفق
---------------
(¬١) أخرجه البخاري في المساقاة ٢٢٦٥.
(¬٢) روى عبد الرزاق في مصنفه الحديث رقم ١٧٩٣٧: عن زيد بن خالد الجهني قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأله عن اللقطة فقال: "عرفها سنة، ثم اعرف عفاصها ووكاءها -أو قال: ووعاءها- فإن جاء صاحبها .. فادفعها إليه، وإلا استنفقها، أو استمتع بها".
(¬٣) وتخلف: فعل مضارع. الفاء: مفعول به لتخلف. إذا: قصد لفظه: فاعل تخلف، وإذا: مضاف، والمفاجأة. مضاف إليه من إضافة الدال إلى المدلول. كإن: الكاف جارة لقول محذوف، إن: شرطية. تجد: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. إذا: رابطة للجواب بالشرط. لنا: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. مكافأة: مبتدأ مؤخر، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل جزم جواب الشرط.

الصفحة 32