كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ص:
٧٠٣ - وَالْفِعْلُ مِنْ بَعْدِ الجَزَا إِنْ يَقْتَرِنْ ... بِالْفَا أَوِ الوَاوِ بِتثْلِيْثٍ قَمِنْ (¬١)
ش:
الفعل المعطوف على الجزاء يجوز فيه ثلاثة أوجه:
١ - الجزم.
٢ - والرفع.
٣ - والنصب.
بشرط: أن يكون هذا الفعل مضارعًا مقرونًا بالفاء أو الواو، كما أشار إليه المصنف.
ويجوز كون الجزاء فعلًا أو غيره، فتقول: (إن تقم أقم وأكرمك) أو (فأكرمك)، بالأوجه الثلاثة في (أكرمك):
جزم عطفًا على الجواب.
ورفع على الاستئناف.
ونصب بـ (أن) مضمرة؛ لأن الجزاء غير محقق الوقوع.
و (أن) المصدرية للرجاء والطمع، فناسب العطف.
وأبو الفتح: يستضعف النصب.
والأوجه الثلاثة في (يغفر)، من قوله تعالى: {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ}، ونصبه عن ابن عباس والأعرج.
وكذا قوله تعالى: {مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ}، فيما حكاه ابن هشام.
وكذا قوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ}.
---------------
(¬١) والفعل: مبتدأ. من بعد: جار ومجرور متعلق بقوله: (يقترن) الآتي، وبعد مضاف، والجزاء: قصر للضرورة: مضاف إليه. إن: شرطية. يقترن: فعل مضارع فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى الفعل. بالفا: قصر للضرورة: جار ومجرور متعلق بقوله: يقترن. أو الواو: معطوف على الفاء. بتثليث: جار ومجرور متعلق بقوله: (قمن) الآتي. قمن: خبر المبتدأ -وهو قوله الفعل- وجواب الشرط محذوف يدل عليه سابق الكلام.

الصفحة 33