كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقرأ طلحة بن سليمان: (تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعلَ لك)، بنصب (يجعل).
وقال الشاعر:
مَتَى ما تَلْقَني فَرْدَيْن تَرْجُفْ ... رَوانِفُ ألْيَتَيْكَ وتُسْتَطارَا (¬١)
فنصب (تستطارا) بـ (أن) مضمرة وسبق في الحال.
وظاهر كلام الزمخشري في "المفصل": جواز الأوجه الثلاثة مع (إذا)؛ نحو: (إن تأتي آتك وإذن أكرمك).
و (الفعل): مبتدأ، خبره: (قمن)؛ أي: حقيق، وجواب الشرط محذوف دل عليه خبر المبتدأ كما سيأتي.
ومعنى الكلام: والفعل من بعد الجزاء قمن بالتثليث أن يقترن بالفاء أو الواو.
والله الموفق
ص:
٧٠٤ - وَجَزْمٌ أوْ نَصْبُ لِفِعْلٍ إِثْرَ فَا ... أَوْ وَاوٍ إِنْ بِالْجُمْلَتَيْنِ اكْتُنِفَا (¬٢)
ش:
الفعل المكتنف بين الشرط والجواب؛ أي: المتوسط بينهما، إن كان مضارعًا .. جزم عطفًا على فعل الشرط, أو نصب بـ (أن) مضمرة وجوبًا؛ نحو: (إن يقم زيد ويخرج خالد أكرمك)، بجزم (يخرج) أو نصبه.
---------------
(¬١) تقدم إعرابه وشرحه.
(¬٢) وجزم: مبتدأ. أو: عاطفة. نصب: معطوف على جزم. لفعل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، أو متعلق بالمبتدأ أو بالمعطوف عليه على سبيل التنازع، وعلى هذا يكون خبر المبتدأ إما محذوفًا يفهم من السياق، تقديره: جائز، أو نحوه، وإما الجملة الشرطية الآتية. إثر: ظرف متعلق بمحذوف صفة لفعل، وإثر مضاف. فا: قصر للضرورة: مضاف إليه. أو: عاطفة. واو: معطوف على فا. إن: شرطية. بالجملتين: جار ومجرور متعلق باكتنفا الآتي. اكتنفا: فعل ماض فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف.

الصفحة 34