كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ولا يرفع؛ لأن الرفع على الاستئناف، وليس بين الشرط والجزاء استئناف.
ومن الجزم، قوله تعالى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ}، والجواب: (فأولئك).
ومن النصب قول الشاعرِ:
ومَنْ يَقترِبْ مِنَّا وَيخْضَعَ نُؤْوِهِ ... ................ (¬١)
بنصب (يخضع).
ولا يعطف هذا الفعل المتوسط بغير الفاء والواو، وإليه أشار بقوله: (إِثْرَ فَا أَوْ وَاوٍ انْ).
وأجاز الكوفيون: أن يعطف بـ (ثم)، ويشهد لهم قراءة الحسن: (ومن يخرج من بيته مهاجرًا إلى اللَّه ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على اللَّه)، بنصب (يدركه).
فإن عري الفعل من العاطف .. أعرب بدلًا أو حالًا:
فالأول كقول الشاعر:
مَتَى تَأتِنَا تلممْ بِنَا فِي دِيَارنَا ... تَجِد حَطَبًا جَزلًا وَنَارًا تَأَجَّجَا (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل وعجزه: ولَا يَخْشَ ظُلْمًا ما أَقَامَ وَلا هَضْما
وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢١٤، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩١، وشرح التصريح ٢/ ٢٥١، وشرح شواهد المغني ٢/ ٤٠١، وشرح شذور الذهب ص ٤٥٤، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٦١، ومغني اللبيب ٢/ ٥٦٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٣٤.
اللغة: نؤوه: ننزله عندنا، هضمًا: ظلمًا وضياعًا، وقابل الشاعر الظلم بالهضم اقتباسًا من قوله تعالى: {فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا}.
الشاهد: قوله: (ويخضعَ)، حيث إن الفعل المتوسط بين الشرط والجواب، إن كان مضارعًا .. جزم عطفًا على فعل الشرط أو نصب بـ (أن) مضمرة وجوبًا، والشاهد هذا من قبيل النصب.
(¬٢) التخريج: البيت لعبيد اللَّه بن الحر في خزانة الأدب ٩/ ٩٠ - ٩٩، والدرر ٦/ ٦٩، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٦٦، وسرّ صناعة الإعراب ص ٦٧٨، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٣٢، ٣٣٥، وشرح الأشموني ص ٤٤٠، والكتاب ٣/ ٨٦، ولسان العرب ٥/ ٢٤٢ (نور)، والمقتضب ٢/ ٦٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٨.

الصفحة 35