كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

فَإِنْ عَثَرتُ بَعْدَهَا إِنْ وَأَلَتْ ... نَفسِي مَن هَاتَا فَقُولا لَا لَعَا (¬١)
أي: (فإن عثرت وائلة نفسي .. فقولا: لا لعا)؛ أي: (لا سلمت) وهي كلمة تقال للعاثر، وسبق في أسماء الأفعال.
وقول الآخر:
إِن يَستَغِيثُوا بِنَا إِن تُذعَرُوا تَجِدُوا ... ................... (¬٢)
أي: (إن يستغيثوا بنا مذعورين يجدوا كذا وكذا).
و (جزم): مبتدأ، والمسوغ: التفصيل، و (إثر فا): ظرف في موضع الصفة لقوله: (فعل) واكتفى بالبناء للمفعول.
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) التخريج: تقدم إعرابه وشرحه.
والشاهد هنا: أنه إذا اعترض شرط على آخر .. فإن الجواب المذكور للسابق منهما. وجواب الثاني محذوف مدلول عليه بالشرط الأول وجوابه. كما قالوا: في الجواب المتأخر عن القسم والشرط.
(¬٢) التخريح: صدر بيت من البسيط، وعجزه: منَّا مَعَاقِلَ عِزٍّ زانَهَا كرمُ
وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ١١٢، وخزانة الأدب ١١/ ٣٥٨، والدرر ٥/ ٩٠، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٦، وشرح التصريح ٢/ ٢٥٤، ومغني اللبيب ٢/ ٦١٤، والمقاصد النحويَّة ٤/ ٤٥٢، وهمع الهوامع ٢/ ٦٣.
الشاهد: قوله: (إن يستغيثوا ... إن تذعروا تجدوا)، حيث اكتفى بجواب واحد لشرطين، وذلك قوله: (إن يستغيثوا) وقوله: (إن يذعروا) , فاكتفى بجواب السابق عن جواب الثاني مقيدًا للأول كتقييده بحال واقعة موقعه، والتقدير: إن يستغيثوا بنا مذعورين يجدوا، ومنهم من جعل الشرط الثاني ها هنا متقدمًا في التقدير وإن كان متأخرًا في اللفظ، فكأنه قال: إن يذعروا وإن يستغيثوا بنا يجدوا معاقل عز؛ فيكون الشرطان بالعطف، وقد علم أن الشرطين إذا كانا بالعطف يكتفى بجواب واحد.
قال ابن مالك: وإن توالى شرطان أو قسم وشرط استغني بجواب سابقهما، وربما استغني بجواب الشرط عن جواب قسم سابق، ويتعين ذلك إن تقدمهما ذو خبر أو كان حرف الشرط لو ولولا. انتهى.

الصفحة 38