كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وفي القرآن: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}.
ولا يضر وجود الناسخ كما في هذه الآية.
وقد يحذف مبتدأ هذا الخبر, بشرط: أن يكون مقدرًا بعد الشرط، كقولك: (من يضرب زيدًا ظالم)، التقدير: (فهو ظالم).
ومنه قوله:
.................. ... بَنِي ثُعَلٍ مَن يَنْكَعِ العَنزَ ظَالِمُ (¬١)
بكسر عين (ينكَعِ) لالتقاء الساكنين؛ أي: (فهو ظالم).
قال في الكافية:
وَرُبَّما أَغنَى عَنِ الجَزاءِ خَبَرْ ... سَابِقٌ أو مُؤَخّرٌ قَدِ استَتَرْ
يعني: (وربما أغنى عن جواب الشرط: خبر مبتدأ سابق على الشرط أو خبر مبتدأ محذوف مؤخر عن الشرط).
- وأشار بقوله: (والْعَكْسُ قَدْ يَأْتِي إِنِ المَعْنَى فُهِمْ): إلى أنه يجوز على قلة أن يحذف الشرط ويستغنى عنه بالجواب؛ كقوله:
فَطَلِقْها فَلَستَ لَهْا بِكُفْءٍ ... وإلَّا يَعْلُ مِفْرَقَكَ الحُسَامُ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: بَني ثعل لا تَنْكَعُوا العَنْزَ شِربهَا
وهو للأسدي (دون تحديد) في الكتاب ٣/ ٦٥، والمقاصد النحوية ٤/، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٥٨٨، ولسان العرب ٨/ ٣٦٤ (نكع)، والمحتسب ١/ ١٢٢، ١٩٣.
اللغة: ثعل: قبيلة في طيء. ونكَع: من باب (مَنَع) من نكعت الناقة: جهدتها حلبًا. والشِّرب: بكسر الشين: الحظ من الماء.
الشاهد: قوله: (من ينكع العنز ظالم) حيث حذف منه المبتدأ مع الفاء التي هي جواب الشرط؛ أي: (فهو ظالم).
(¬٢) التخريج: البيت للأحوص يخاطب مطرًا، وكان دميمًا وتحته امرأة حسناء، وهو في ديوانه ص ١٩٠، والأغاني ١٥/ ٢٣٤، والدرر ٨٧٥، وخزانة الأدب ٢/ ١٥١، وشرح التصريح ٢/ ٢٥٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٦٧، ٩٣٦، والمقاصد النحويّة ٤/ ٤٣٥، وبلا نسبة في الإنصاف ١/ ٧٢، وأوضح المسالك ٤/ ٢١٥، ورصف المباني ص ١٠٦، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩١،

الصفحة 41