كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

* وإن كان ماضيًا متصرفًا .. قرن باللام و (قد)؛ كـ (واللَّه لقد جاء زيد)، وفي القرآن: {قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا}.
- وقد تنفرد اللام، كقوله تعالى: {وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ}.
ونحو قول الشاعرِ:
حَلَفْتُ لَهَا باللَّهِ حِلْفَةَ فَاجِرٍ ... لَنَامُوا فَمَا إِن مِنْ حَدِيثٍ وَلَا صَالِي (¬١)
---------------
وجملة القسم (أقسم يمينًا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (لأبغض): جواب القسم لا محل لها من الإعراب. وجملة (يزخرف): في محل نصب نعت كلَّ. وجملة (لا يفعل): معطوفة على جملة يزخرف.
الشاهد فيه قوله: (لأبغض) حيث لم يؤكد بالنون، مع كونه فعلا مضارعًا مثبتًا مقترنًا بلام الجواب متصلًا بها، لكونه ليس بمعنى الاستقبال.
(¬١) التخريج: البيت لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٢، والأزهية ص ٥٢، والجنى الداني ص ١٣٥، وخزانة الأدب ١٠/ ٧١، ٧٣، ٧٤، ٧٧، ٧٩، والدرر ٢/ ١٠٦، ٤/ ٢٣١، وسرّ صناعة الإعراب ١/ ٣٧٤، ٣٩٣، ٤٠٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤١، ٤٩٤، ولسان العرب ٩/ ٥٣ (حلف)، وبلا نسبة في جواهر الأدب ص ٧٧، ورصف المباني ص ١١٠، وهمع الهوامع ١/ ١٢٤، ٢/ ٤٢، والبيت من قصيدة للشاعر وهي:
ألا عم صَبَاحًا أيُّها الطَّلَلُ البَالي ... وَهلْ يَعمَنْ مَنْ كَانَ في العُصُرِ الخالي
وَهَل يَعِمَنْ إلَّا سَعِيدٌ مُخَلَّدٌ ... قَليلُ الهُمُوم مَا يَبيتُ بأَوْجَال
وَهَل يَعمَن مَن كَان آخرُ عَهدِهِ ... ثَلاثينَ شَهْرًا في ثَلاثة أحْوَال
ديَار لِسَلمَى عَافيَاتٌ بِذي الخالِ ... أَلحَّ عَلَيها كل أسحم هطال
وَتَحسِبُ سَلْمَى لا تَزَالُ كَعَهْدِنَا ... بِوادي الخُزَامَى أَوْ عَلَى رَأْسِ أَوْعَال
وَتَحْسِبُ سَلْمَى لا تَزَالُ تَرَى طَلا ... منَ الوَحْشِ أَوْ بَيضًا بمَيثَاءَ محلالِ
لَيَالِيَ سَلمَى إذْ تريكَ مُنْصَبًّا ... وَجِيدًا كجيدِ الرِّئْمِ لَيسَ بمعْطَالِ
ألا زَعَمَت بَسبَاسَةُ اليَوْمَ أَنَّني ... كبرتُ وَأنْ لَا يشهَدُ اللَّهْوَ أَمْثَالي
بلى رُبَّ يَومٍ قَدْ لَهَوتُ وليلة ... بآنسَة كَأنَّهَا خَطُّ تِمثَالِ
يُضِيءُ الفِرَاشَ وَجْهُهَا لِضَجيعهَا ... كمصْبَاحِ زَيتٍ في قَناديلِ ذُبَّالِ
كَأنَّ عَلَى لَبَّاتِهَا جَمْرَ مُصْطَلٍ ... أَصَاب غَضًا جَزْلًا وَكُفَّ بأَجْزَال

الصفحة 45