كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقيل: إن (قد) مقدرة؛ أي: (لقد ناموا)
---------------
وَهَبَّتْ لَهُ ريحٌ بمُخْتلفِ الصُّوَى ... صبًا وشَمَالًا في مَنَازِلَ قُفَّالِ
كَذَبْتِ لَقَد أُصبِي عَلَى المَرء عِرسَهُ ... وَأَمْنَعُ عِرسِي في أَنْ يُزَنَّ بِهَا الخالِ
وَمِثلِكِ بَيضَاءِ العَوَارِضِ طَفْلَةٍ ... لَعُوبِ تُنَسِّيني إذا قُمْتُ سِرْبَالِي
لَطيفَةُ طَيِّ الكَشح غَيرُ مُفَاضَةٍ ... إذا أنْفذ مُرتجَّةً غَيرَ متفال
إذا مَا الضَّجيعُ ابْتَزَّهَا منْ ثيَابهَا ... تميلُ عَليهِ هُونَةً غيرَ معطال
كدَعْصِ النَّقى يَمْشي الوَليدَانِ فَوْقَهُ ... بمَا احْتَسَبَا منْ لين مَسِّ وتَسهَالِ
إذا ما استحمت كان فيض حميمها ... على متنتيها كالجمان لذي الحال
تَنَوَّرْتُهَا مِنْ أَذْرِعَاتٍ وَأَهلُهَا ... بِيَثْرب أدْنى دَارِها نظرٌ عَالِي
نَظَرتُ إِلَيِهَا وَالنُّجُومُ كَأَنَّها ... مَصَابِيحُ رُهْبَانٍ تُشَبُّ لِقُفَّالِ
سَمَوْتُ إِلَيهَا بَعْدَمَا نَامَ أَهْلُهَا ... سُمُوٌ حَبَابِ الماءِ حَالًا عَلَى حَالِ
فَقَالتْ سَبَاكَ اللَّه إِنَّكَ فَاضِحِي ... أَلستَ ترَى السُّمَّارَ وَالنَّاسَ أَحْوَالِي
فَقلتُ يَمينُ اللَّهِ مَا أَنَا بَارِحٌ ... وَلوْ قَطَّعُوا رَأْسِي لَدَيْكِ وَأَوْصَالي
فَلَمَّا تَنَازَعنَا الحدِيثَ وَأَسْمَحَتْ ... هَصَرْتُ بِغُصْنٍ ذِي شَماريخَ مَيَّالِ
فَصِرنَا إلَى الحُسنَى وَرَقَّ كَلامُنَا ... وَرُضْتُ فَذَلَّتْ صَغبَةَ أَيَّ إذلالِ
حَلَفْتُ لَهَا باللَّهِ حلْفَةَ فَاجِرٍ ... لَنَامُوا فما إِن منْ حَدِيث وَلَا صَالي
فَأَصْبَحتُ مَعْشُوقًا وَأَصْبَحَ بَعْلُهَا ... عَلَيهِ القَتَامُ كَاسِفَ الظَّن وَالْبَال
يَغُطُّ غَطِيط البَكْرِ شُدَّ خنَاقُهُ ... ليَقْتُلَني وَالْمَرْءُ لَيَسَ بقَتالِ
وَلَيسَ بِذي سَيفٍ فَيقْتُلَني بِهِ ... وَلَيسَ بِذي رُمْح وَليس بنَبالِ
أيَقْتُلُني وَالْمشَرَفِيُّ مُضَاجعي ... وَمَسنُونَةٌ زُرقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ
ليَقْتُلُني وَقَدْ قطرت فُؤَادَهَا ... كَمَا شغف المَهْنُوءَةَ الرَّجُلُ الطَّالي
وَقَدْ عَلمَتْ سَلْمَى وَإِنْ كَانَ بَعْلهَا ... بأَن الفَتَى يَهْذي وَلَيسَ بفَعَّالِ
وَمَاذَا علَيهِ أَنْ ذَكَرْتُ أَوَانِسًا ... كَغزْلانِ رَمْلٍ في محاريب أَقْيَالِ
كَأنِّي لَمْ أَرْكَبْ جَوَادًا لِلَذَّةٍ ... وَلَم أَتَبَطَّنْ كَاعِبًا ذَاتَ خُلْخَالِ
وَلَم أَسْبَأ الزِّقَّ الرَّويَّ وَلَم أَقُلْ ... لخيلي كُرِّي كَرَّةً بَعْدَ إِجْفَالِ
وَلَم أَشهَدِ الخيلَ المُغيرَةَ بِالضُّحَى ... عَلَى هَيكَلِ نَهْدِ الجُزَارَةِ خوُّالِ
سَلِيمُ الشَّظَا عَبلُ الشَّوَا شَنِجُ النَّسَا ... لَهُ حَجَبَاتٌ مُشْرِفَاتٌ عَلَى الفَالِ

الصفحة 46