كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)
٩٩٧ - نَحْوُ حَلَلْتُ مَا حلَلْتَهُ وَفِي ... جَزمٍ وَشِبهِ الجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِي (¬١)
ش:
يمتنع الإدغام إذا اتصل بالفعل ضمير رفع متحرك أو نون نسوةٍ؛ لأن المدغم فيه يصير ساكنًا؛ نحو: (ردَدْتُ)، و (حلَلْتُ)، و (رَدَدْنا)، و (حَلَلْنا)، و (استحقَقْن)، و (حلَلْن)، و (النساء يردُدْن).
ومن الفك في القرآن مع ضمير الرفع: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ}، {ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ}، {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ}، {قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ}.
وكذا تاء المخاطبة؛ نحو: (حلَلْتِ يا هند).
ويجوز الإدغام: فيما تقدم في لغة بكر بن وائل، وفيه تعسف لا يخفى.
وقوله: (وَفِي جَزْمٍ وَشِبْهِ الجَزْمِ تَخْيِيرٌ قُفِي) يشير به إلى أن المضارع المجزوم يجوز فيه الوجهان؛ نحو: (لم يحلَّ)، و (لم يحلُلْ)، و (لم يشدَّ)، و (لم يشدُدْ).
وكذا شبه الجزم؛ نحو: (احلُل)، و (اغضُض)، و (حُلَّ)، و (غُضَّ).
والفك: لغة الحجازيين.
وبلغتهم قوله تعالى: {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى}،
{وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ}، {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ}، و {مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ}.
والإدغام: للتميميين.
وبه قوله تعالى: (ومن يرتدَّ منكم عن دينه) في قراءة الأخوين وغيرهما، و {وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ} في قراءة السبعة.
تنبيه:
إذا جزم ما في آخره مثلان .. اعتبر الفك.
---------------
(¬١) نحو: خبر مبتدأ محذوف، ونحو: مضاف، وحَلَلْتُ مَا حَلَلْتَه: قصد لفظه: مضاف إليه، أو يجعل (نحو) مضافًا إلى قول محذوف، وهذا الكلام مقول ذلك القول، وعليه فإعرابه تفصيلًا غيرُ خفيٍّ عليك لتكرره مرارًا. وفي جزم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. وشبهِ: معطوف على جزم، وشبه: مضاف، والجزم: مضاف إليه. تخيير: مبتدأ مؤخر. قُفِي: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى تخيير، والجملة في محل رفع نعت لتخيير.