كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وسبق الكلام في حروف الجر على أحرف القسم وما يتعلق بها.
والحاصل:
أنه يجوز أن يجتمع الشرط والقسم ويكون الجواب للمتقدم منهما ويحذف جواب المتأخر لدلالة جواب الأول عليه:
- نحو: (واللَّه إن قام زيد لأكرمنّك)، بالتوكيد كما علم.
ومنه في القرآن: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ}، واللام هنا موطئة للقسم؛ أي: (واللَّه لئن لم تنته لأرجمنك).
و (واللَّه إن قام زيد لا يقوم عمرو).
وفي القرآن: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ}.
ونحو: (واللَّه إن قام عمرو لسوف يقوم زيد)، و (واللَّه إن قام عمرو لزيد قائم)، و (واللَّه إن قام زيد ما أكرمتك)، وكل هذه الأجوبة للقسم؛ لأنه متقدم على الشرط.
- وتقول: (إن تقم واللَّه أقم)، و (إن يقم زيد واللَّه فيقوم عمرو)، و (إن تقم واللَّه فلن أكرمك)، وهذه الأجوبة للشرط؛ لأنه متقدم على القسم.
واللَّه الموفق
ص:
٧٠٧ - وَإِنْ تَوَالَيَا وَقَبْلُ ذُو خَبَرْ ... فَالشَّرْطَ رَجِّحْ مُطْلَقًا بِلَا حَذَرْ (¬١)
---------------
وَعَرَضتَ دينًا قَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ ... مِن خَيرِ أَديانِ البَرِيَّةِ دينا
لَولا المَلامَةُ أَو حِذاري سُبَّةً ... لَوَجَدتَني سَمحًا بِذاكَ مُبينا
الشاهد: قوله: (لن يصلوا) حيث استعمل (لن) للنفي في القسم، وهذا شاذ.
(¬١) إن: شرطية. تواليا: توالى: فعل ماض فعل الشرط، وألف الاثنين فاعله. وقبل: الواو واو الحال، قبل: ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم. ذو: مبتدأ مؤخر، وذو مضاف, وخبر: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل نصب حال من ألف الاثنين في (تواليا) السابق. فالشرط: الفاء واقعة في جواب الشرط، الشرط: مفعول تقدم على عامله -وهو قوله: رجح الآتي-. رجح: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والجملة في محل جزم جواب الشرط. مطلقًا: حال من الشرط. بلا حذر: جار ومجرور متعلق برجح.

الصفحة 50