كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ش:
إذا اجتمع شرط وقسم وسبقهما ذو خبر, يعني: مبتدأ .. رُجِّح الشرط, فيكون الجواب له, سواء قدم أو أخر؛ نحو: (زيد واللَّه إن قام أقم).
ويجوز أن تقول: (لأقومنَّ) ويكون جواب القسم.
وإنما رجح الشرط هنا؛ لأن سقوطه يخل بمعنى الجملة، إذ يصير التقدير: (زيد واللَّه أقم).
بخلاف: ما لو حذف القسم فلا يضر؛ كما تقول: (زيد إن قام أقم).
و (ذو): خبر مبتدأ، و (قبل): خبره.
ومنعه بعضهم كما سبق في الإضافة عند قوله: (واضمم).
واللَّه الموفق
ص:
٧٠٨ - وَرُبَّمَا رُجِّحَ بَعْدَ قَسَمِ ... شَرْطٌ بِلَا ذِي خَبَرٍ مُقَدَّمِ (¬١)
ش:
ربما رجح الشرط فكان الجواب له مع تأخره عن القسم وإن لم يتقدم ذو خبر؛ كقوله:
لَئِن مُنِيتَ بِنَا عَن غِبّ مَعرَكَةٍ ... لَا تُلفِنَا عَن دِمَاءِ القَومِ نَنتَفِلُ (¬٢)
---------------
(¬١) وربما: رب: حرف تقليل، وما: كافة. رجح: فعل ماض مبني للمجهول. بعد: ظرف متعلق برجح، وبعد مضاف، وقسم: مضاف إليه. شرط: نائب فاعل رجح، وبلا ذي: جار ومجرور متعلق برجح، وذي مضاف، وخبر: مضاف إليه. مقدم: نعت لـ (ذي خبر).
(¬٢) التخريج: البيت من البسيط، وهو للأعشى في ديوانه ص ١١٣، وخزانة الأدب ١١/ ٣٢٧، ٣٣٠، ٣٣١، ٣٣٣، ٣٥٧، ولسان العرب ١١/ ٦٧٢ (نفل)، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٨٣، ٤/ ٤٣٧، وتاج العروس (نفل)، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١١/ ٣٤٣، وشرح الأشموني ٣/ ٥٩٤، وشرح ابن عقيل ص ٥٩٢.
اللغة: منيت: أي ابتليت من مُنِيَ بأمر كذا إذا ابتلي به. غب أي: عقب. لا تلفنا: أي لا تجدنا. ننتفل أي: ننتفي يقال: انتفل عن الشيء إذا انتفى منه، وقيل: إن الانتفال الجحود.
المعنى: يقول: إن لقيتنا بعد وقعة نوقعها بكم لم ننتفل ولا نتبرأ ولا نعتذر عن دماء من قتلنا منكم.

الصفحة 51