كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقال الزمخشري: (لو شارفوا أن يتركوا).
وعلى القولين: فجوابها: (خافوا عليهم).
• ويليها المستقبل لفظًا باقيًا على ستقباله؛ نحو: (لو يأتيني زيد غدًا أكرمته)، ومنه قولُ الشاعرِ:
وَلَو تلتَقِى أَصدَاؤُنا بَعدَ مَوتِنَا ... .................... (¬١)
• وقد يليها المضارع ويؤول بالماضي وسيأتي ذكره.
واللَّه الموفق
ص:
٧١٠ - وَهْيَ فِي الاخْتِصَاصِ بِالْفِعْلِ كَإِنْ ... لكِنَّ لَوْ أَنَّ بِهَا قَدْ تَقْتَرِنْ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: البيت من الطويل، وهو لأبي صخر الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٩٣٨، وشرح شواهد المغني ص ٦٤٣، وهو للمجنون في ديوانه ص ٣٩، وشرح التصريح ٢/ ٢٥٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٧٠، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ٢٢٤، وشرح الأشموني ٣/ ٦٠٠، ومغني اللبيب ص ٢٦١.
اللغة: أصداؤنا: جمع صدى، وهو ما تسمعه كأنه يجيبك بمثل صوتك، إذا كنت في مكان خال أو على جبل أو شط نهر، رمسينا: مثنى رمس وهو القبر أو ترابه، سبسب: صحراء بعيد الأطراف، لو شرطية غير جازمة تلتقي فعل الشرط.
وجواب (لو) (لظل) في قوله بعد:
لظل صدى صوتي وإن كنت رمة ... لصوت صدى ليلى يهش ويطرب
المعنى: لو تتقابل وتجتمع أصداء أصواتنا من قبورنا، وبيننا مسافات شاسعة، لطربت لسماع صدى صوتها، وأجبتها وإن كنت عظامًا بالية.
الشاهد: قوله (لو تلتقي)؛ حيث وردت (لو) شرطية للتعليق في المستقبل، بدليل الإتيان لها بجواب؛ وهو قوله: (لظل) وهو ماض لفظًا مستقبل معنى.
(¬٢) وهي ضمير منفصل مبتدأ. في الاختصاص: جار ومجرور متعلق بـ (ما) يتعلق به الخبر الآتي. بالفعل: جار ومجرور متعلق بالاختصاص. كإن: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. لكن: حرف استدراك ونصب. لو: قصد لفظه: اسم لكن. إن: قصد لفظه أيضًا: مبتدأ. بها: جار ومجرور متعلق بقوله: (تقترن) الآتي. قد: حرف تقليل. تقترن: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هي يعود إلى (إن)، والجملة من الفعل الذي هو تقترن وفاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو (إن)، وجملة المبتدأ وخبره: في محل رفع خبر لكن.

الصفحة 57