كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ش.
(لو) مختصة بالفعل، مثل: (إن) الشرطية، وقد يليها اسم ظاهر فيكون معمولًا لفعل محذوف؛ كقول عمر رضي اللَّه عنه: "لو غيرك قالها يا أبا عبيدة"؛ أي: (لو قالها غيرك).
وقول الآخر: (لو ذات سوار لطمتني) (¬١).
وقول الشاعر:
أَخِلَّاي لَو غَيرُ الحِمَامِ أَصَابَكُم ... ........................... (¬٢)
أي: (لو أصابكم غير الحمام أصابكم).
وفي القرآن: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ} الآية، فـ (أنتم): فاعل لمحذوف أيضًا، والتقدير واللَّه أعلم بمراده: (قل لو تملكون)، فحذف الفعل فانفصلت الواو، فصارت: (أنتم)،
---------------
(¬١) التخريج: هذا مثل وتقدير الكلام: لو لطمتني ذات سوار؛ لأن (لو) طالبة للفعل داخلة عليه، ومعنى المثل: (لو كانت اللاطمة حرة .. لكان أخف علي).
وانظر المثل في مجمع الأمثال (٣/ ٨١)، والمستقصى (٢/ ٢٩٧) المثل رقم (١٠٥٠) والرواية فيه: (لو ذات قلب).
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: عَتَبت وَلَكِن مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ
وهو لأبي الغمطش الضبي، الشاعر الأسدي، وقبل البيت:
إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني .... أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب
اللغة: أخلاي: جمع خليل وهو الصديق، وينشد: (أخلاءِ) بهمزة مكسورة، وأصله: أخلائي، ثم قصر بحذف الهمزة للضرورة، وأضيف لياء المتكلم. الحمام: الموت. معتب: مصدر ميمي بمعنى العتاب؛ من عتب عليه- إذا لامه وسخط عليه.
المعنى: لقد صرف شكواه عن الناس إلى الله يأسا من معونتهم. وفي البيت الشاهد أقبل على الذاهبين معتذرا إليهم من استسلامه للحكم الجاري عليهم ومن عجز قواه عن نصرتهم فيما أصابهم فقال: لو أصابكم أحد غير الموت .. لسخطت عليه ووجِدت، وكان لي معه شأن آخر ولكن الذي أصابكم الموت، ولا عتاب عليه ولا سخط؛ لأنه قدر لا مفر منه.
الشاهد: وقوع الاسم، وهو (غير) بعد (لو) الشرطية وذلك قليل، وموقعه في الإعراب على أوجه: فقيل: فاعل لمحذوف يفسره ما بعده، كقوله تعالى: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}.
وقيل: مبتدأ، خبره: ما بعده، وهذا أحسن في (لو) أما في (إذا) و (إن) .. فالأرجح الأول؛ لكثرة وروده عن العرب على هذا النحو.

الصفحة 58