كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

واحترز بالمبني للفاعل من المبني للمفعول؛ نحو: (لتُكرَم يا زيد) بضم التاء وفتح الراء؛ فإنه كثير في الكلام؛ لأن الأمر فيه للغائب.
وقد تسكن هذه اللام بعد الواو، والفاء, وثم؛ نحو: (لِيقم زيد، ولْيضرب عمرًا) بسكون اللام، وفي القرآن: {فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي}، {فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ}، {ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ}.
والأجود: سكونها بعد (الواو، والفاء)، وكسرها بعد (ثم).
وقرأ الحسن: بكسر اللام (فلتقم طائفة منهم معك ولِيأخذوا)، (وليعفوا ولِيصفحوا).
والفراء: أن من العرب من يفتح لام الأمر؛ لفتحة الياء بعدها.
قال أبو الفتح: فإن انكسر حرف المضارعة أو ضم .. لا تكون هذه اللام مفتوحةً؛ نحو: (لِيكرمني). انتهى.
والذين يفتحون اللام: بنو سليم.
والذين يكسرون حرف المضارعة: كنانة, إلا ما في أوله ياء قبل ضمة.
وقال المصنف: يكثر حذف لام الأمر بعد (قل)؛ كقوله تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ}؛ التقدير والله أعلم بمراده: (ليقيموا الصلاة).
والأخفش: مجزوم في جواب الأمر.
والمبرد: أن التقدير: (قل لهم أقيموا يقيموا) فهو جواب الأمر المحذوف.
ويقل الحذف بعد غير (قل)؛ كقولِ الشاعرِ:
قُلتُ لبوَّابٍ لَدَيهِ دَارُهَا ... تِيْذَنْ فإنِّي حَمْؤُهَا وجَارُها (¬١)
---------------
التصريح ١/ ٥٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٢، ومغني اللبيب ١/ ٢٢١، ٢/ ٥٥٢.
الشاهد: قوله: (لتقم)، حيث دخلت اللام الدالة على الأمر والتي تعمل الجزم على الفعل المضارع الدال على المخاطب، وهذا الدخول قليل، والكثير دخولها على الفعل المضارع الدال على الغائب.
(¬١) التخريج: الرجز لمنظور بن مرثد في الدرر ٥/ ٦٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٠٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤٤، والتنبيه والإيضاح ٢/ ١٣، وتاج العروس ١/ ٢٠٢ (حمأ)، وبلا نسبة في لسان العرب ١/ ٦١ (حمأ)، ١٢/ ٥٦٠ (لوم)، ١٣/ ١٠ (أذن)، ١٤/ ١٩٧ (حما)، ١٥/ ٤٤٤ (تا)، وإصلاح المنطق ص ٣٤٠، والجنى الداني ص ١١٤، وخزانة الأدب ٩/ ١٣، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٥، ومغني اللبيب ١/ ٢٢٥، وتاج العروس ٢٠/ ٣٦٧ (بيع)، (لوم)، (أذن)، (حمو)، (تا).
الشاهد: قوله: (تيذن) فهو فعل مضارع مجزوم بلام الأمر المقدّرة، والأصل أن يقول: (لتيذن)، وليس هذا بضرورة لتمكنه من أن يقول: (إيذن).

الصفحة 6