كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

بل الأولى أصلها: (أم) المنقطعة و (ما) الاستفهامية.
والثانية أصلها: (ما) المصدرية، و (ما) المعوضة عن كان، كما سبق في بابها.
وإن تلتها (إنْ) الشرطية .. فالجواب: لـ (أمّا) مغنيًا عن جواب (إن).
قال في "الكافية":
وإن تلت (إنْ) لفظ (أمَّا) فاجعلا ... جواب (أما) مغنيًا لتعدِلا
ومنه قوله تعالى: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}.
قال ابن عقيل في "شرح التسهيل": التقدير: (مهما يكن من شيء فروح وريحان وجنة نعيم إن كان من المقربين).
و (الريحان): الرزق الحسن.
وقيل: الجواب لهما معًا، حكاه مكي.
والأول أظهر، وسبق في عوامل الجزم أنه إذا اجتمع شرطان من غير عطف .. فالجواب للأول على مذهب المصنف.
وهذه الفاء لازمة الذكر، إلا مع قول حذف استغناء عنه بالمقول .. فيجب حذفها معه؛ كقوله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ}، التقدير واللَّه أعلم بمراده: (فيقال لهم أكفرتم)، فحذفت الفاء مع القول وبقي معمول القول.
والتصريح بوجوب الحذف. لبعض المتأخرين.
والذي يظهر أن يقال: إن عُلم القول .. جاز حذفه مع الفاء؛ إذ لا يمتنع أن يقال في غير القرآن: (فيقال لهم أكفرتم).
---------------
= حرف مشبه بالفعل. قومي: اسم إن منصوب، وهو مضاف، والياء: مضاف إليه. لم: حرف نفي وجزم وقلب. تأكلهم: فعل مضارع مجزوم، وهم: ضمير في محل نصب مفعول به. الضبع: فاعل مرفوع.
وجملة (أبا خراشة) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (أما أنت ذا نفر) الفعلية: لا محل لها من الإعراب لأنها صلة الموصول. وجملة (إن قومي ... ) الاسمية: لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية، أو تعليلية. وجملة (لم تأكلهم الضبع) الفعلية: في محل رفع خبر إن.
الشاهد فيه قوله: (أما أنت ذا نفر)، والأصل: لأن كنت ذا نفر، فحذف كان، وعوض عنها ما الزائدة، وأبقى اسمها وهو قوله: (أنت)، وخبرها وهو قوله: (ذا نفر)، وليست (أما) هنا أداة شرط.

الصفحة 71