كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

ص:
٧١٤ - لَوْلَا وَلَوْمَا يَلْزَمَانِ الابْتِدَا ... إِذَا امْتِنَاعًا بوُجُوْدٍ عَقَدَا (¬١)
ش:
* (لولا)،و (لوما): يدلان على التحضيض، وسيأتي.
ويدلان على امتناع جوابهما لوجود غيره.
وهنا يلزم ذكر المبتدأ بعدهما؛ كما قال: (يَلْزَمَانِ الابْتِدَا ... إلى آخره)؛ أي: (إذا ربطا امتناع شيء لوجود غيره).
وجوابهها كجواب (لو)، فتقول: (لولا زيد لأكرمتك)، فـ (لولا): حرف امتناع لوجود، و (زيدٌ): مبتدأ حذف خبره وجوبًا؛ لأنه كون عام؛ أي: (لولا زيد موجود)، و (لأكرمتك): جواب (لولا)، وسبق مفصلًا في الابتداء.
ومثله: (لوما عمرو لأكرمتك).
- وتكثر اللام إن كان الجواب مثبتًا؛ نحو: (لولا، أنتم لكنا مؤمنين).
- ومن القليل قولُ الشاعرِ:
لَولَا الحَيَاءُ وَبَاقِي الدِّينِ عِبتُكُما ... ..................... (¬٢)
---------------
(¬١) لولا: قصد لفظه: مبتدأ. ولوما: معطوف على لولا. يلزمان. فعل مضارع، وألف الاثنين فاعل، والنون علامة الرفع، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ. الابتدا: مفعول به ليلزمان. إذا ظرف تضمن معنى الشرط. امتناعًا: مفعول به تقدم على عامله، وهو قوله: (عقدا) الآتي. بوجود: جار ومجرور متعلق بعقد الآتي أيضًا. عَقَدا: عقد: فعل ماض، وألف الاثنين: فاعل، والجملة من الفعل وفاعله: في محل جر بإضافة إذا إليها.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: بِبَعْضِ مَا فِيكما إِذْ عبتُمَا عوري
وهو تميم بن أبي بن مقبل من بني العجلان من عامر بن صعصعة أبو كعب، شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم، فكان يبكي أهل الجاهلية، عاش نيفًا ومئَة سنة وعدَّ في المخضرمين وكان يهاجي النجاشي الشاعر، له ديوالن شعر مطبوع، ولد سنة ٧٠ قبل الهجرة، وتوفي سنة ٣٧ منها.
والبيت من قصيدة له يبكي فيها على الشباب وقدوم المشيب، مطلعها:
يَا حُرَّ أَمْسَيْتُ شيْخًا قَدْ وَهَى بَصَرِي ... وَالْتَاثَ مَا دُونَ يَوْمِ الوَعْدِ مِنْ عُمُرِي
ومنها:
قَدْ كنْتُ أَهْدِي ولا أُهْدَى فَعَلَّمَنِي ... حُسْنَ المَقَادَةِ أَنِّي فَاتَنِي بَصَرِي

الصفحة 74