كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

- وإن نفي بـ (لم) .. امتنعت؛ نحو: (لولا زيد لم يقم عمرو).
- ويجوز حذف الجواب للقرينة؛ كقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ}؛ أي: (لواخذكم) واللَّه أعلم بمراده.
وقرن جوابها بـ (قد)، في قول الشاعر:
لَولَا الأَمِيرُ وَلَولَا حَقُّ طَاعَتِهِ ... لقد شَرِبتُ دَمًا أَحلَى مِنَ العَسَلِ (¬١)
وجعل منه أبو حيان في "النهر": قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ}.
وسبق هذا أيضا مع (لو).
واللَّه الموفق
ص:
٧١٥ - وبهما التَّحْضِيْضَ مِزْ وَهَلَّا ... ألَّا أَلَا وَأَوْلِيَنْهَا الفِعْلَا (¬٢)
ش:
سبق أن (لولا)، و (لوما) يدلان على التحضيض، وأخد يذكر ذلك، ويشاركهما فيه (هلا)، و (ألَّا) بالتشديد، هذا هو المشهور.
وزاد الشيخ هنا (ألَا) بالتخفيف، وأقره بعضهم، ولعله قليل؛ لأن المشهور فيها العرض.
والضمير في (بهما) يرجع لـ (لولا)، و (لوما) و (مِز): فعل أمر؛ أي: (وبهما ميز التحضيض).
---------------
الشاهد: قوله: (لولا رجاء ... لما) حيث دخلت اللام في جواب (لولا) المنفي بـ (ما) وذلك قليل.
(¬١) التخريج والشاهد: هذا البيت من البسيط، واستشهد به الشيخ أبو حيان على أن جواب (لولا) قد يقرن بـ (قد) كما في قوله: (لقد شربت) في البيت، وواضح من عبارته أنه قليل.
(¬٢) وبهما: الواو عاطفة أو للاستئناف، بهما: جار ومجرور متعلق بقوله: (مز) الآتي. التحضيضَ: مفعول به لمز تقدم عليه. مز: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. وهلا: معطوف على الضمير المجرور محلًا بالباء في قوله: بهما. ألا، ألا: معطوفان أيضًا على الضمير المجرور محلا بالباء، بعاطف مقدر. وأولينها: أَوليَ: فعل أمر، مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب، وها: مفعول أول. الفعلا: مفعول ثان.

الصفحة 76