كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

- ويجب وقوع الفعل بعد هذه الأدوات، كما قال: (وأوْلِيَنْهَا الفعْلا).
وسبق في إعراب الفعل: أن (التحضيض): [طلب] بحثٍّ وإزعاج.
و (العرض): بلين ووفق.
فتفول في التحضيض: (لولا ضربت اللصَّ)، و (هلَّا أكرمت أخاك)، وفي القرآن: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ}، {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ}، {لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ}.
- و (ألا) المخففة: بسيطة في التحضيض.
وقيل: مركبة.
- وأمَّا التي للعرض والاستفتاحية .. فبسيطة، كما سبق في باب (لا).
والأجود: أن أدوات التحضيض كلها مفردة.
وقيل: مركبة، فـ (هلا): من (هل) و (لا) النافية.
-و (لولا) و (لوما): من (لو) وحرفي النفي.
-و (ألَّا) بالتشديد: من (أن) و (لا)، فقلبت النون لامًا وأدغمت.
وقيل: أصلها (هَلّا).
وسيبويه: أنها كلها للتحضيض، سواء وليها ماض أو مضارع.
وأبو الحسن ابن بابشاذ: إن وليهن المستقبل .. كنَّ تحضيضًا للفاعل على الفعل ليفعله، وإن وليهن الماضي .. كنَّ توبيخًا لا تحضيضًا؛ لامتناع طلب الماضي؛ نحو: (لولا ضربت اللص)؛ أي: لأيِّ شيء ما ضربته؟
وقال سيبويه: إن فات الماضي فلا يفوت مثل فعله، يعنى: (إن فات ضرب اللص أمس .. فلا يفوت ضربه الآن).
- وقد يقع الفعل بعد (لولا)، في غير التحضيض فتكون حينئد بمعنى (لو لم)، قال الشاعر:
أَنْتَ المُبَاركُ وَالمَيمُونُ سِيرَتُهُ ... لَوْلا تُقَوِّم دَرْءَ النَّاسِ لَاختَلَفُوا (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت من البسيط، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٦١١، واللباب في علل

الصفحة 77