كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقد يجاب: بأن العامل (قضينا)، وليس ارتباطه بـ (لما) ارتباط المضاف بالمضاف إليه كما ذكر في الإضافة عند ذكر (إذا) من كون العامل فيها: ما يليها لا على طريقة المتضايفين، بل على طريقة ارتباط أداة الشرط بجملة الشرط.
- وتكون مرادفة لـ (إلّا) بعد نفي، كقراءة ابن عامر وعاصم وحمزة: {وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ}، تقديره: (وما كلٌّ إلا جميع لدينا محضرون).
- وبعد القسم أيضًا؛ كقول بعضهم: (عزمت عليك لمَّا ضربت كاتبك سوطًا)، يعني: (إلا ضربت كاتبك سوطًا).
- وحذف الفعل بعدها وفسره آخر، في قوله:
أَقُولُ لِعَبدِ اللَّه لَمَّا سِقَاؤنَا ... وَنَحنُ بِوَادِي عَبدِ شَمسٍ وَهَاشِمِ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت لتميم بن رافع المخزومي في شرح أبيات المغني ٥/ ١٥٣، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٦٨٢.
اللغة: السقاء: وعاء من جلد الماعز يملأ ماء أو لبنًا. وهي: سقط، أو بلي، شِم: انظر، أو ترقب.
المعنى: أقول لعبد الله لما سقط وعاء منا، ونحن بوادي عبد شمس: جِده وارفعه.
الإعراب: أقول: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنا.
لعبد الله: جار ومجرور متعلقان بالفعل أقول. لما: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب، متعلق بالفعل أقول. سقاؤنا: فاعل لفعل محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. ونحن: الواو: حالية، ونحن: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. بوادي الباء: حرف جر، ووادي: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الياء للثقل، والجار والمجرور متعلقان بخبر محذوف، ووادي: مضاف. عبد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة وهو مضاف. شمس مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. وهى: فعل ماضٍ مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، والفاعل: ضمير مستتر جوازًا تقديره هو. شِمِ: فعل أمر مبني على السكون، وحرك بالكسر لضرورة الشعر، والفاعل: ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
وجملة (أقول): ابتدائية لا محل لها. وجملة (سقاؤنا) مع الفعل المحذوف: في محل جر بالإضافة.
وجملة (ونحن بوادي عبد شمس): حالية محلها النصب. وجملة (وهى): تفسيرية لا محل لها. وجملة (شم): مقول القول في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه قوله: (لما ... وهاشم) حيث حذف جواب (لما) وفسره آخر، والتقدير: (لما وها سقاؤنا).
وقوله: (وهاشم) لفظة غير دالة على اسمٍ علم وإنما هي مركبة من فعلين: (وهى) و (شم) وكتب

الصفحة 82