كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وكثيرًا ما يستعمل لتشويف السامع إلى تطلب الخبر بعد تقرير المبتدأ، ويسمى: (باب الإخبار بالذي وفروعه)؛ نحو: (الذين)، و (اللاء)، و (الألف واللام) كما سيأتي.
- فإذا قيل: أخبر عن زيد من (ضربت زيدًا) .. فتأتي بموصول مطابق لـ (زيد) وتجعله مبتدأ، وتجعل (زيدًا) خبرًا عن ذلك الموصول الذي استقر مبتدأ وتجعل باقي الكلام وهو (ضربت) متوسطًا بين الموصول و (زيد) على أنه صلة الموصول، وتُلحق (ضربت) بضمير يجعل في مكان (زيد) خلفًا عنه، فيعمل الفعل حينئذ في ضمير (زيد)، وكان قبل ذلك عاملا في نفس (زيد)؛ فتقول: (الذى ضربته زيد)، فـ (الذي): مبتدأ، و (ضربته): صلته، والهاء: عائد على الموصول، وهي خلف عن (زيد)؛ لأنه لما نقل وجعل خبرًا .. جيء بالهاء في محله، فاتصلت بالفعل، و (زيد): خبر المبتدأ.
فقوله: (ما): مبتدأ موصول، وقوله: (خبر): وقع خبر (ما) الموصولة، والتقدير: (الذي قيل أخبر عنه بالذي خبر عن الذي استقر مبتدأ)، و (الذي استقر): مبتدأ، هو الموصول كما ذكر.
وظاهر المتن: أن (الذي) هو المخبر به، والحال: أنه مخبر عنه كما علم.
وقيل: إن الباء في قوله: (بالذي) بمعنى: (عن).
وقيل: للسببية.
وإنما قال النحويون: أخبر عن (زيد بالذي)، و (زيد) في اللفظ خبر عن الذي؛ لأن (زيد) هو المخبر عنه والمحدَّث عنه في الحقيقة.
وقوله: (وَمَا سِوَاهُمَا فَوَسِّطْهْ صِلَهْ) يشير به إلى باقي الكلام الذي وسطته بين المبتدأ والخبر وجعلته صلة الموصول كما تقدم، والهاء المتصلة بصلة الموصول: هي العائد، جيء بها خلفًا عن (معطى التكحلة) وهو (زيد)؛ (يعني: الذي حصل به تكميل الكلام)؛ نحو: (الذي ضربته ؤيد) كما سبق، وكان الأصل: (ضربت زيدًا) كما عرفت، فادر المأخذ واعرف المسلك.
- وإن أخبرت عن (زيد) من (زيد راكب) فالكلام كما سبق، فتجعل (زيد) خبرًا عن الموصول، وما سوى المبتدأ والخبر وهو (راكب) فتوسطه بينهما على أنه

الصفحة 85