كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

٧٢٢ - كَذَا الغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ أو ... بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ فَرَاعِ مَا رَعَوْا (١)
ش:
الاسم المخبر عنه؛ أي: الذي يجعل خبرًا في اللفظ عن الموصول، يشترط فيه أشياء؛ منها:
- أن يكون قابلا للتأخير، فلا يخبر عما له صدر الكلام؛ كضمير الشأن، واسمي الشرط، والاستفهام، و (كم) الخبرية، و (ما) التعجبية؛ لأنك إذا أخبرت عن (أيهم) من: (أيُّهم قام) .. تقول: (الذي قام أيُّهم)، وإذا أخبرت عن (ما) التعجبية من نحو: (ما أحسن زيدًا) .. تقول: (الذي أحسن زيدًا ما)، وكلاهما فيه زوال الصدارة.
- ومنها أن يكون قابلا للتعريف؛ فلا يخبر عن الحال والتمييز؛ لأن التنكير واجب لهما، فيمتنع أن يخبر عن (راكب) من: (جاء زيد راكبًا)، وعن (نفسًا) من: (طاب زيد نفسًا)، وهذا هو المشار إليه بقوله: (قَبُولُ تأْخيْرٍ وتَعْرِيْفٍ) ... البيت، وإنما امتنع ذلك؛ لأن الضمير يوضع خلفًا عن المخبر عنه، والحال والتمييز ملازمان التنكير على الأصح كما سبق، فلا يخلفهما الضمير؛ إذ هو معرفة.
- ومنها: أن يُستغنى عنه بأجنبي، فتخرج الهاء من (زيد ضربته)؛ إذ لا يستغنى ومجرور متعلق بقوله: (حتمًا) الآتي. أخبر: فعل ماض مبني للمجهول. عنه: جاو ومجرور متعلق بأخبر على أنه نائب فاعل أخبر، والجملة لا محل لها صلة (ما) المجرورة محلا باللام. ههنا: ها: حرف تنبيه، وهنا: ظرف متعلق بقوله حتما الآتي. قد: حرف تحقيق. حُتِما: حتم: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى قبول تأخير وتعريف والألف للإطلاق، والجملة من الفعل -الذي هو حُتِم- ونائب فاعله المستتر فيه: في محل رفع خبر المبتدأ.
(١) كذا: جار ومجرور متعلق بقوله: شرط الآتي. الغنى: مبتدأ. عنه بأجنبي: جاران ومجروران متعلقان بقوله: الغنى السابق. أو: عاطفة. بمضمر: معطوف على قوله: بأجنبي السابق. شرط: خبر المبتدأ. فراع: الفاء حرف دال على التفريع، راع: فعل أمر مبني على حذف الياء، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ما: اسم موصول: مفعول به لراع. رعوا: فعل ماض، وواو الجماعة فاعله، والجملة من الفعل الماضي وفاعله: لا محل لها صلة ما الواقعة مفعولًا به، والعائد ضمير منصوب برعوا محذوف، وتقدير الكلام: فراع ما رعوه.

الصفحة 88