كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

- ومنها: أن يستغنى عنه بضمير:
• فيخرج المصدر العامل؛ نحو: (الضرب) من: (يعجبني الضرب زيدًا)؛ لأن المصدر لا يعمل وهو ضمير على الصحيح.
وهذا الشرط يغني عن اشتراط التعريف فيما سبق؛ لأن الحال والتمييز خرجا من كون المضمر لايحل محلهما.
• ويخرج أيضًا: الموصوف، فلا يخبر عن (زيد) وحده من: (أكرمت زيدًا الظريف)؛ إذ لو أخبرت عنه .. لجعلت مكانه ضميرًا خلفًا عنه كما هو الفاعل، فيلزم عليه أن الضمير يوصف، وهو بعيد إلا في مسألةٍ عُزيت للكسائي، وسبقت في باب النعت عند قوله: (وانعت بمشتق).
• وتخرج أيضًا؛ الصفة وحدها، فلا يخبر عن (الظريف) وحده من: (أكرمت زيدًا الظريف)؛ لأنك تجعل مكانه ضميرًا، والضمائر لا يوصف بها.
• ويخرج أيضًا: المضاف وحده، من: (ضربت غلام زيد)؛ لأن (غلام) لا يستغنى عنه بمضمر؛ إذ الضمائر لا تضاف.
• ويخرج أيضًا: مجرور حتى ومنذ وربَّ والكاف؛ لأنه لا يستغنى عنه بمضمر كما سبق في حروف الجر: أن هذه الأحرف لا تجر إلا الظاهر على المشهوو، وهذا هو معنى قوله: (كَذَا الغِنَى عَنْهُ بِأَجْنَبِيٍّ أو بِمُضْمَرٍ شَرْطٌ).
• أما لو أخبرت عن المصدر ومعموله معًا .. فلا يمتنع؛ نحو: (الذي يعجبني الضرب زيدًا).
---------------
فَقَال عمرو: (في الصَّيفِ ضَيَّعْتِ اللَّبَنَ) فلما رجع الرسُولُ وقَال لها ما قَال عمرو .. ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت: (هذا ومَذْقُه خَيرٌ) تعني: أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو، فذهبت كلماتهما مَثَلًا.
فالأول: يُضرَب لمن يطلب شيئًا قد فَوَّته على نفسه.
والثاني: يُضرَب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير.
وإنما خص الصيف؛ لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعًا لألبانها عند الحاجة.

الصفحة 90