كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

الياء، و (رأيت ثمانيَ نساء) بالنصب؛ لأنه منقوص.
وتقول في الإفراد: (جاء ثمانٍ)، و (مروت بثمان) كـ (قاض)، و (رأيت ثمانيًا) كـ (قاضيًا).
وأما قوله:
يَحْدُوا ثَمَانِيَ مُولَعًا بِلَقَاحِهَا ... ................. (¬١)
من غير تنوين .. فقيل: منع صرفه تشبيهًا له بـ (جوارٍ) كما سبق فيما لا ينصرف.
وقد تحذف الياء ويجعل الإعراب على النون؛ كقوله:
لَهَا ثَنَايَا أَربَعٌ حِسَانُ ..... وَأَربَعٌ فَثَغرُهَا ثَمَانُ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من الكامل، وعجزه: حَتَّى هَمَمْنَ بِزَيغةِ الإرْتَاجِ
وهو لابن ميادة في ديوانه ص ٩١، وخزانة الأدب ١/ ١٥٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٩٧، ولسان العرب ١٣/ ٨٠، ٨١ ثمن، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ص ١٦٤، والكتاب ٣/ ٢٣١، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ٤٧، والمقاصد النحوية ٤/ ٣٥٢.
اللغة: يحدو: يسوق. الزيغة: الميلة. الإرتاج: إغلاق الرحم.
المعنى: يصور الشاعر سرعة ناقته بأنها شبيه بحمار الوحش الذي يسوق ثماني أتن مولعًا بلقاحها وهي لا تمكنه من ذلك، ولشدة سوقه لها هممن بإسقاط أجنتها.
الإعراب: يحدو: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. ثماني: مفعول به منصوب. مولعًا: حال منصوب. بلقاحها: جار ومجرور متعلقان بمولعًا، وهو مضاف، وهما: ضمير في محل جر بالإضافة. حتى: حرف ابتداء وغاية. هممن: فعل ماض، والنون: ضمير في محل رفع فاعل .. بزيغة: جار ومجروو متعلقان بهممن، وهو مضاف. الإرتاج: مضاف إليه مجرور.
وجملة (يحدو): ابتدائية لا محل لها. وجملة (هممن): استئنافية لا محل لها.
الشاهد فيه قوله: (ثماني) حيث منعه من الصرف للضرورة، مشبها إياه بجوارٍ.
(¬٢) التخريج: الرجز بلا نسبة في خزانة الأدب ٧/ ٣٦٥؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٢٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٧٤؛ ولسان العرب ٤/ ١٠٣ (ثغر)، ١٣/ ٨١ (ثمن)؛ وتاج العروس ١٠/ ٣٢٢ (ثغر)، (ثمن)؛ وتهذيب اللغة ١٥/ ١٠٧.
اللغة: الثنايا: جمع ثنية، أو هي أربع من مقدم الأسنان، ثنتان من فوق، وثنتان من تحت، وأراد بالأربع الثانية الرَّبَاعِيَات، بفتح الراء، وتخفيف الياء، وهي أربع أسنان، ثنتان من يمين الثنية، واحدة من فوق، وواحدة من تحت، وثنتان من شمالها كذلك، والثغر: المبسم، على وزن

الصفحة 97