كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقول عائشة رضي اللَّه تعالى عنها: "ثم يصب على رأسه ثلاث غُرَف" (¬١).
وقول الشاعر:
................................ ... ثلَاثَ شُخُوصٍ كاعِبَانِ وَمُعصِرُ (¬٢)
---------------
(¬١) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الغسل، باب الوضوء قبل الغسل، رقم ٢٤٤.
(¬٢) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فَكَانَ مجنِي دُونَ مَنْ كُنْتُ أتَّقي
وهو لعمر بن أبي ربيعة المخزومي من قصيدته الرائية المشهورة والتي هي بتمامها:
أَمِنْ آلِ نُعْمٍ أَنْتَ غَادٍ فَمُبكِرُ ... غَدَاةَ غَدٍ أَمْ رَائِحٌ فَمُهَجِّرُ
بِحَاجَةِ نَفْسٍ لَمْ تَقُلْ فيِ جَوَابِهَا ... فَتُبْلِغَ عُذْرًا وَالمقَالةُ تُعْذِرُ
تَهِيمُ إِلَى نُعْمٍ فَلَا الشَّملُ جَامِعٌ ... ولا الحَبْلُ مَوْصُولٌ ولا القَلْبُ مُقْصِرْ
وَلاقُرْبُ نُعْمٍ إِنْ دَنَتْ لَكَ نَافِعٌ ... ولا نَأْيُهَا يُسلِي وَلا أَنْتَ تَصْبرُ
وَأُخْرَى أتَتْ مِنْ دُونِ نُعْمٍ وَمِثْلُهَا ... نَهَى ذَا النُّهَى لَوْ تَرْعَوي أَوْ تُفَكَّرُ
إِذَا زُرْتَ نُعْمًا لَمْ يَزَلْ ذُو قَرَابَةٍ ... لَهَا كُلَّمَا لاقَيتُهَا يَتَنَمَّرُ
عَزِيزٌ عَلَيهِ أَنْ أُلِمَّ بِبَيتِهَا ... يُسِرُّ لِي الشَّحْنَاءَ وَالبغْضُ مُظْهَرُ
أَلِكْنِي إِلَيْهَا بالسَّلامِ فإِنُّهُ ... يُشَهَّرُ إِلْمامِي بِهَا وَيُنَكَّرُ
بِآيَةِ مَا قَالتْ غدَاةَ لَقِيتُهَا ... بِمَدْفَعِ أكْنَانٍ أَهَذَا المُشَهَّرُ
قِفِي فَانْظُرِي أَسْمَاءُ هَلْ تَعْرِفِينَهُ ... أَهَذَا المُغيرِيُّ الذِي كَانَ يُذْكَرُ
أَهذَا الذي أَطْرَيْتِ نَعْتًا فَلَم أكُنْ .... وَعَيشِكِ أَنْسَاهُ إِلَى يَوْمِ أُقْبَرُ
فقالتْ: نَعَم لاشَكَّ غَيَّرَ لَوْنَهُ ... سُرَى اللَّيلِ يُحْييِ نَصُّهُ والتَّهجُّرُ
لَئِنْ كَانَ إِيَّاهُ لَقَدْ حَال بَعْدَنَا ... عَنِ العَهْدِ والإِنْسَانُ قَد يَتَغَيَّرُ
رَأَتْ رَجُلًا أمَّا إذَا الشَّمْسُ عَارَضَتْ ... فَيضْحَى وَأَمَا بِالْعَشِي فَيَخْصَرُ
أَخَا سَفَرٍ جَوَّابَ أَرْضٍ تَقَاذَفَتْ ... بِهِ فَلَوَاتٌ فَهْوَ أَشعَثُ أَغْبَرُ
قلِيلٌ عَلَى ظَهْرِ المَطِيَّة ظِلُّهُ ... سوَى مَا نَفَى عَنْهُ الرِّدَاءُ المُحَبَّرُ
وَأعْجَبَهَا من عَيْشهَا ظِلُّ غرْفةٍ ... وَرَيَّانُ مُلْتَفُّ الحَدَائِقِ أَخْضَرُ
وَوَالٍ كَفَاهَا كُلَّ شَيْء يهُمُّهَا ... فَلَيْسَتْ لِشَيْء آخِرَ اللَّيلِ تَسْهَرُ
وَليلةَ ذِي دَورَانَ جَشَّمَتْنِيَ السُّرَى ... وَقَدْ يَجْشَمُ الهَوْلَ المُحِبُّ المُغُرَّر
فَبِتُّ رَقِيبًا للزَّفَاقِ عَلَى شَفَا ... أُحَاذِرُ منْهُمْ مَنْ يَطُوفُ وَأنْظُرُ

الصفحة 99