كتاب الفتاوى - محمد الأمين الشنقيطي (اسم الجزء: المقدمة)

والثانية: هل يجوز دخول الكافر مساجد الله غير المسجد الحرام؟
فتكون هذ الفتوى مشتملة على ثلاث مسائل.
وصاحب الاستفتاء هنا هو الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر، واستفتاؤه مؤرخ في ٢٣/ ٤ / ١٣٨٩ هـ، وتاريخ وصول الاستفتاء إلى الشيخ في ٢٧/ ٤ / ١٣٨٩ هـ، وهو مطبوع على الآلة الراقمة في ورقة رسمية كتب في الجانب الأيمن من أعلاها: "سفارة المملكة الأردنية الهاشمية -جدة" ولم تخلُ الطباعة من بعض الأخطاء المطبعية التي قمت بإصلاحها دون الإشارة إلى ذلك.
وتقع هذه الفتوى في إحدى عشرة لوحة ذات وجه واحد باستثناء ورقتي السؤال والعنوان، وخطها واضح، وناسخها هو تلميذ الشيخ أحمد بن أحمد المختار، وأشار إلى أنه نقلها من خطه. وقد نشرت المسألة الأولى من هذه الفتوى وهي "مقر العقل" في مجلة "صحة القلب" عدد (١٢) ص: ١٦ - ١٩ دون أدنى تعليق، كما نقل المسألة الثانية وهي: "هل يشمل لفظ المشركين أهل الكتاب" فضيلة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه "معجم المناهي": ٥١٠.
وبالنسبة لمسألة "مقر العقل" فقد ذكر الشيخ فيها القولين المشهورين في محل العقل مع استيفاء الأدلة والمناقشة، ورجح أنه في القلب، ثم أعقب ذلك بذكر قول ثالث يحصل به الجمع بين هذين القولين المتقابلين ويزيل التعارض القائم بينهما، وهو: أن العقل في الأصل محله القلب وله نوع اتصال بالدماغ، وبيَّن أن هذا القول جائز عقلًا، وليس فيه تكذيب للكتاب والسنة، لكنه -رحمه الله- علَّق القول به على قيام الدليل العقلي عليه، والاستقراء المحتج به.

الصفحة 6