كتاب فصل في تزكية النفس

(من جنس) (¬1) الأولى. والمقصود ذكر التزكية، قال الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ} الآية [النور: 30]. وقال تعالى: {وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} [النور: 28]. وقال تعالى: {وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ • الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 6، 7]. وقال تعالى: {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى} (وقال موسى لفرعون {فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى • وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} [النازعات: 18، 19]، وقال تعالى: {وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} [طه: 76]) (¬2).
وأصل الزكاة الزيادة في الخير. ومنه يقال: زكا الزرع (وزكا المال) (¬3) إذا نما. ولن ينمو الخير إلا بترك الشر، كالزرع الذي لا يزكو حتى يزال عنه الدغل، فكذلك النفس والأعمال لا تزكوا (حتى يزال عنها ما يناقضها) (¬4)، ولا يكون الرجل متزكيا قد زُكّي إلا مع ترك الشر؛ (ومن لم يترك الشر لا يكون زاكياً البته فإن الشر) (¬5) يدنّس النفس ويدسيها.
¬__________
(¬1) سقط من المطبوع.
(¬2) ساقط من المطبوع.
(¬3) ساقط من المطبوع.
(¬4) زيادة من المطبوع.
(¬5) ساقط من المطبوع.

الصفحة 18