صورة الرجل الشاحب، فيقول: «أنا الذي أظمأت نهارك وأسهرت ليلك» (¬1). وكما في حديث القبر أنه يأتيه عمله الصالح في صورة شاب حسن الوجه، وعمله السيء في صورة قبيحة (¬2). وكذلك إتيان الموت يوم القيامة في صورة كبش أملح (¬3) وغير ذلك.
والناس لهم قولان في قلب الأعراض أجساماً، منهم من يُجوّز ذلك فيكون نفس العمل قُلب عيناً قائمة بنفسها، ومنهم من لا يُجوّزه فيقول جُعل منه. ومن هذا الباب صعود الأعمال إلى الله سبحانه فإنه تصعد الصحف، وكذلك جاءت الآثار بصعود صور الأعمال كما في الحديث: «إن لسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله دويّا حول العرش يذكرن
¬__________
(¬1) رواه أحمد (38/ 41) وابن ماجه (3781) والدارمي (3434) وغيرهم، من حديث بريدة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. فيه بشير بن مهاجر، قال أحمد: منكر الحديث قد اعتبرت أحاديثه فإذا هو يجيئ بالعجب. وقال البخاري: يخالف في بعض حديثه. انظر تهذيب التهذيب (1/ 468)، وضعفه الألباني في الجامع الصغير (6316).
(¬2) رواه أحمد (30/ 499) وابن أبي شيبة (12059) والحاكم (1/ 93) والبيهقي في شعب الإيمان (390) وغيرهم من حديث البراء بن عازب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وصححه الحاكم والبيهقي والألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3558).
(¬3) رواه البخاري (4730) كتاب تفسير القرآن باب قوله: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ}، ومسلم (2849) كتاب الجنة من حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.