كتاب فضائل بيت المقدس - ابن الجوزي - ت عمرو عبد العظيم الحويني

البابُ السَّادس عشَر
في ذكر مَسرَى رَسُول الله - عليه السلام - إلى بَيتِ المَقدِسِ، وما جرَى له هُنَاك، وذِكرْ صَلاتِهِ
٣٧ - ثنا ابنُ الحُصَيْن، ثنا ابنُ المذهِب، ثنا أحمدُ بنُ جعفرٍ، [قال: ثنا عبدُ الله بنُ أحمدَ، قال: حدَّثَني أبي، قال: ثنا مُحمَّدُ بنُ جعفرٍ، قال: أخبَرَنا] (¬١) عَوفٌ، عن زُرارَة بنِ أوْفَى،
عن ابنِ عبَّاسٍ، قال: قال رسُولُ الله - عليه السلام -: «لمَّا كَانَ لَيلَةُ أُسرِيَ بِي فَأَصبَحتُ بِمَكَّةَ، فَظَعْتُ بِأَمرِي، وَعَرَفتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ»، فقَعدَ رسُولُ الله - عليه السلام - مُعتزِلًا حزِينًا. فمَّر به أبُو جَهلٍ، فجاء حتَّى جَلَسَ إليه، فقال له كالمُستَهزِئ: «هل كان مِن شَيءٍ؟»، قال: «نَعَم!»، قال: «وما هو؟»، قال: «إِنِّي أُسرِي بي اللَّيلَةَ»، قال: «إلى أين؟»، قال: «إِلَى بَيتِ المَقدِسِ»، قال: «ثُمَّ أصبَحتَ بين ظَهرَانينا؟!»، قال: «نَعَم»، ـ قال: ـ فلَم يُرِهِ أنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخافةَ أن يَجحَدَهُ الحديثَ إن دعا قَومَهُ إليه، قال: «[أرأيتَ] (¬٢) إن دَعوتُ قومَكَ أن تُحَدِّثَهُم بما حدَّثتَنِي؟»، قال: «نَعَم»، فقال: «ها مَعشَرَ [بني] (¬٣) كعب بنِ لُؤَيٍّ!»، حتَّى انفَضَّت إليه المَجالِسُ، وجاؤُوا حتَّى جَلَسُوا إليه، فقال: «حَدِّث قَومَكَ ما حدَّثتَني»، فقال رسُولُ الله - عليه السلام -: «إِنِّي أُسرِيَ بِيَ اللَّيلَةَ»، قالُوا:
---------------
(¬١) سقطت من «الأصل». وهي في «م».
(¬٢) في «الأصل»: إن رأيت. وفي «ن»، و «مُسنَد أحمد»: أرأيت.
(¬٣) من «المسند»، و «م».

الصفحة 95