كتاب فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (اسم الجزء: 1)
والضَّبْطُ - كما سيأتي - ضبطُ صَدْرٍ، وَهُوَ: أنْ يُثْبِتَ الراوي ما سمعَهُ بحيثُ يتمكنُ من استحضارِهِ متى شاء.
وضَبْطُ كتابٍ، وَهُوَ: صيانتُهُ عندَهُ منذُ سَمِعَ فيهِ وصحَّحَه، إلى أنْ يؤديَ (¬1) مِنْهُ (¬2).
والمرادُ بالضَّبْطِ (¬3): الضَّبْطُ التَّامُّ، كما يُفْهِمُهُ الإطلاقُ المحمولُ عَلَى الكاملِ؛ فيخرجُ الحسَنُ لذاتِه المُشْتَرطِ فِيهِ مُسَمَّى الضَّبْطِ فَقَطْ.
لكن قَدْ يُقالُ: يلزمُ عَلَيْهِ (¬4) خروجُه إذَا اعتضدَ وصارَ صحيحاً لغيرِهِ.
ويجابُ: بأنَّ التعريفَ للصحيحِ لذاتِهِ.
وخرجَ بالرَّابعِ: الشَّاذُّ (¬5)، وَهُو: ما خالفَ فِيهِ الراوي مَنْ هُوَ أرجحُ مِنْهُ (¬6)؛ كما سيأتي في بابهِ مَعَ زيادةٍ.
ولا يرِدُ عَلَيْهِ الشاذُّ الصحيحُ عِنْدَ بعضِهِم؛ لأنَّ التعريفَ للصحيحِ المجمَعِ عَلَى صحتِهِ - كما مرَّ - لا مطلقاً.
وبالخامسِ (¬7): ما فِيهِ عِلَّةٌ (¬8) قادحةٌ؛ كإرسالِهِ، وسيأتي بيانُها مَعَ بَيَانِ غيرِ القادحةِ.
ومن قيَّدها بكونها خفيَّةً (¬9) لَمْ يُردْ إخراجَ الظاهرةِ؛ لأنَّ الخفيَّةَ إذَا أثَّرت فالظاهرةُ أولى، وإنَّما قيَّدَ بِذَلِكَ؛ لأنَّ الظاهرةَ راجعةٌ إلى ضعفِ الرَّاوي، أَوْ عدمِ اتِّصالِ السَّند، وذلك محتَرَزٌ عَنْهُ بما مرَّ.
¬__________
(¬1) في (ق): ((يروي)).
(¬2) نزهة النظر: 83.
(¬3) المثبت من (م) وأشار المحقق إلى أنها في إحدى نسخه ورمز لها بـ (د)، وقد سقطت من أصولنا الخطية.
(¬4) ((عليه)) سقطت من (ق).
(¬5) انظر: التدريب 1/ 64.
(¬6) نزهة النظر: 83.
(¬7) انظر: تدريب الراوي 1/ 64.
(¬8) في (ق): ((علل)).
(¬9) انظر: التدريب 1/ 67.
الصفحة 97