كتاب فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (اسم الجزء: 2)

وَيُسمّى بالمستفيضِ لانتشارهِ، وشيوعهِ في النَّاسِ. وَبَعْضُهُم غايرَ بيْنَهُما بأنَّ المستفيضَ يكونُ من ابتدائهِ إلى انتهائهِ، سواءً، والمشهورُ أعمُّ منْ ذلكَ بحيثُ يَشْمَلُ (¬1) ما أوَّلُهُ مَنْقوُلٌ عَنْ الواحدِ (¬2). فَعُلِمَ من كلام الناظمِ أنَّ ما وقعَ في سندهِ راوٍ واحد فَغَريبٌ، أو اثنانِ أو ثلاثةٌ فعزيزٌ، أَوْ فوقَ ذلكَ فمشهورٌ.
وَقَدْ يكونُ الحديثُ عزيزاً مَشْهُوراً، كحديثِ: ((نَحْنُ الآخِرُوْنَ السَّابِقُوْنَ يومَ القيامةِ)) فَهو عزيزٌ عَن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، رواهُ عَنْهُ حذيفةُ، وأبو هريرةَ، ومشهورٌ عَنْ أبي هريرةَ، رَواهُ عَنْهُ سبعةٌ: أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرحمانِ (¬3)، وأبو حازمٍ (¬4)، وطاووسُ (¬5)، والأعرجُ (¬6)، وهمامٌ (¬7)، وأبو صالحٍ (¬8)، وعبدُ الرحمانِ مولى أمِّ بُرْثُن (¬9).
(وكلٌّ) من الأنواعِ الثلاثةِ، لايُنافي الصَّحيحَ والضَّعيفَ، بَلْ (قَدْ رأوا) أي: الْمُحَدِّثُوْنَ (مِنْهُ الصَّحيحَ) الشاملَ للحسنِ، (والضعيفَ)، وإن لَمْ يُصّرِّحِ ابنُ الصَّلاح بِذلكَ في العزيزِ، لكنَّ الضعيفَ في الغريبِ أكثرُ، ولهذا كرهَ جمعٌ من الأئمةِ تتبُّعَ الغرائبِ (¬10).
¬__________
(¬1) في (ص): ((ليشمل)).
(¬2) فتح المغيث 3/ 33، وتدريب الرّاوي 2/ 173.
(¬3) أخرجه أحمد 2/ 502.
(¬4) أخرجه مسلم 3/ 7 (856) (22)، والنسائي 2/ 87، وفي الكبرى (1578)، وأبو يعلى (6216).
(¬5) أخرجه الحميدي (955)، وأحمد 2/ 249 و341، والبخاري 2/ 6 (896) و 4/ 215 (3486)، ومسلم 3/ 6 (855) (19)، والنسائي 3/ 85، وفي الكبرى (1579) و (1580)، وابن خزيمة (1720) و (7161).
(¬6) أخرجه الحميدي (954)، وأحمد 2/ 243 و 249، والبخاري 1/ 68 (238) و 2/ 2 (876) و 4/ 60 و 9/ 8 و175، ومسلم 3/ 6 (855) (19)، والنسائي 3/ 85، وفي الكبرى (1580)، وابن خزيمة (1720).
(¬7) أخرجه أحمد 2/ 274 312، والبخاري 8/ 159 (6624) و9/ 53 (7036)، ومسلم 3/ 7 (855) (21)، وابن حبان (2779)
(¬8) أخرجه أحمد 2/ 249 و274، ومسلم 3/ 6 (855) (20).
(¬9) أخرجه أحمد 2/ 236 و388 و491 و509 و512.
(¬10) في (ع): ((الغريب)). وانظر: معرفة أنواع علم الحديث: 437.

الصفحة 156