كتاب فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (اسم الجزء: 2)
(كَذَلِكَ المشهورُ أيضاً قَسَّموا) أي: كَمَا قَسَّموا الغريبَ إلى مُطْلَقٍ، ونسبيٍّ، قسَّموا المشهورَ أيضاً (لِـ) ذِي (شُهْرةٍ مُطْلَقَةٍ) بَيْنَ المحدثينَ، وغيرِهم (ك) حَدِيْثِ: (((المسلمُ من سَلِمَ ... الحَدِيْث))) أي: ك: ((من سَلِمَ المُسْلِمونَ من لِسانهِ وَيَدِهِ)) (¬1).
(وَ) لِلْمَشْهُورِ (الْمَقْصُورِ) شهرتُهُ (عَلَى الْمُحَدِّثِيْنَ مِنْ مَشْهورِ: قُنُوْتُهُ) أي: من نَحْوِ حَدِيْثِ أنس: ((أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَنَتَ (بَعْدَ الرُّكوعِ شَهْرا) يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذكوانَ)) (¬2).
فَقَدْ رواهُ عَنْ أنسٍ جمعٌ (¬3) ثُمَّ عَنْ التابعينَ جمعٌ مِنْهُمْ: سليمانُ التيميُّ عَنْ أبِي مِجْلَزٍ، ثُمَّ عَنْ التيميِّ جمعٌ بحيثُ اشتهرَ بينَ المحدثينَ (¬4). أما غَيْرُهم فقدْ يستغربونَهُ لكونِ الغالبِ عَلَى روايةِ التيميِّ عَنْ أنسٍ: كونَها بلا واسطةٍ، وهذا الحديثُ بواسطةِ أبي مِجْلَزٍ (¬5).
وينقسمُ أيضاً باعتبارٍ آخرَ إلى متواترٍ، وغيرِهِ، كَمَا أشارَ إليهِ بقوله:
¬__________
(¬1) أخرجه أحمد 2/ 379، والترمذي (2627)، والنسائي 8/ 104 - 105، وابن حبان (180)، والحاكم 1/ 10، من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي: ((حسن صحيح)).
وأخرجه البخاري 1/ 10 (11)، ومسلم 1/ 48 (42)، والترمذي (2504) و (2628) والنسائي 8/ 106 - 107 من حديث أبي موسى بنحوه.
(¬2) أخرجه أحمد 3/ 116 و 204، والبخاري 2/ 32 (1003) و 5/ 136 (4094)، ومسلم 2/ 136 (677) (299)، والنسائي 2/ 200 جميعهم من حديث سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن أنس، فذكره.
(¬3) منهم: عاصم الأحول عند أحمد 3/ 167، والدارمي (1604)؛ والبخاري 2/ 32 (1002) و 4/ 121 (3170) و 5/ 137 (4096)، ومسلم 2/ 136 (677) (301) (302)، وقتادة بن دعامة عِنْدَ أحمد 3/ 115 و 180 و 191 و 217 و 249 و 252 و 261، والبخاري 5/ 134 (4089)، ومسلم 2/ 137، وابن ماجه (1243)، والنسائي 2/ 203، وعبد العزيز بن صهيب عند البخاري 5/ 134 (4088).
(¬4) منهم: ((يحيى بن سعيد، ومعاذ بن معاذ، وزائدة بن قدامة، والمعتمر بن سليمان، وجرير بن
عبد الحميد)).
(¬5) انظر: شرح التبصرة والتذكرة 2/ 390.
الصفحة 159