كتاب فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (اسم الجزء: 2)

ثُمَّ ابنُ عُمَرَ؛ لأنَّهُ رَوَى ألفين وستمِئَةٍ وثلاثينَ. ثُمَّ أنسٌ؛ لأَنَّهُ رَوَى أَلْفَينِ ومِئَتَيْنِ وستةً وثَمَانِيْنَ. ثُمَّ عَائِشَةُ؛ لأَنَّهَا رَوَتْ أَلْفَينِ ومِئَتَينِ وعشرةً. ثُمَّ ابنُ عَبَّاسٍ؛ لأَنَّهُ رَوَى ألفاً وستمِئَةٍ وسِتِّينَ. ثُمَّ جَابِرٌ؛ لأَنَّهُ رَوَى ألفاً وخمسَ مِئَةٍ وأربعينَ (¬1).
وزادَ النَّاظِمُ (¬2) سابعاً، وَهُوَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ؛ لأَنَّهُ رَوَى ألفاً ومِئَةً وسبعينَ.
وإنَّما كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ أكثرَهُمْ، لقولِهِ (¬3)، كَمَا في " الصَّحِيْحَيْنِ " (¬4):
((قلتُ: يا رَسُوْلَ اللهِ! إنِّي أسْمَعُ مِنْكَ حَدِيْثاً كَثِيْراً أنْسَاهُ. قَالَ (¬5): ابْسُطْ رِدَاءكَ. فَبَسَطتُهُ (¬6) فَغَرَفَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ: ضُمَّهُ. فما نَسِيْتُ شَيْئاً بَعْدُ)).
والْمُكْثرونَ مِنْهُمْ فَتْوَى سَبْعةٌ: عمرُ، وعليٌّ، وابنُ مَسْعودٍ، وابنُ عُمرَ، وابنُ عَبَّاسٍ، وزيدُ بنُ ثابِتٍ، وعائشةُ.
(والبَحْرُ) ابنُ عَبَّاسٍ (في الْحَقيقةِ أكثرُ) الصَّحَابَةِ (فَتْوى)، لأنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - دَعا لَهُ بقولِهِ: ((اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ)) (¬7)، وفي لفظٍ ((اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِيْ الدِّينِ، وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيْلَ)) (¬8)، وفي آخر: ((اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ، وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ)) (¬9).
ثُمَّ بَيَّنَ الْعَبادِلَةَ مِنْهُمْ، فَقَالَ:
¬__________
(¬1) ذكر هذه الأعداد الحافظ ابن الجوزي في " تلقيح فهوم أهل الأثر ": 362 - 363.
(¬2) شرح التبصرة والتذكرة 3/ 21.
(¬3) في (ص): ((كقوله)).
(¬4) صحيح البخاري1/ 40 (119) و 3/ 68 (2047) و 4/ 253 (3648)، ومسلم 7/ 167 (2492).
وكذلك أخرجه ابن سعد2/ 362، وأحمد2/ 240و333و427، والنسائي في الكبرى (5866)، والترمذي
(3834) و (3835)، والطحاوي في شرح المشكل (1659)، وأبو نعيم في الحلية 1/ 378 و 381.
(¬5) في (ص) و (ع): ((فقال)).
(¬6) في (ق) و (م): ((فبسطه)).
(¬7) بهذا اللفظ أخرجه البخاري 1/ 29 (75) و 9/ 113 (7270).
(¬8) بهذا اللفظ أخرجه ابن سعد 2/ 365، وابن أبي شيبة (32213)، وأحمد 1/ 314 و 328 و 335، وابن حبان (7064)، والطبراني (10587) و (10614)، والحاكم 3/ 543.
(¬9) أخرجه أحمد 1/ 214 و 269 و 359، وفي الفضائل له (1835) و (1883) و (1923)، وابن ماجه (166)، والترمذي (3824)، والنسائي في الفضائل (76)، وابن حبان (7063).

الصفحة 192