كتاب فتح الباقي بشرح ألفية العراقي (اسم الجزء: 2)

(وَ) أَبُو المْمُظَفَّر (السَّمعانِ) (¬1) - بحذف ياء النسبةِ - مِنْهُمْ (قَدْ أَجَازَهْ) أي: الكِتَابَ المجرَّدَ، بَلْ (وَعَدَّهُ) (¬2) مَعَ جَمَاعَةٍ من الأصوليينَ، كالإمامِ الرَّازِيِّ (¬3) (أقوى من الإِجَازَهْ) المجرَّدةِ.
(وَبَعْضُهم) أي: العُلَمَاء (صِحَّةَ ذاكَ) أي: الكِتَابَ المجردَ (مَنَعَا) كالمناولةِ المجرَّدةِ، (وَصَاحِبُ الْحَاوِيْ)، وَهُوَ الْمَاوَرْدِيُّ (¬4) (بِهِ) أي: بِالْمنعِ (قَدْ قَطَعَا).
وَذَكَر نَحوَهُ ابنُ القَطَّانِ (¬5).
(وَيكْتَفِي) في الرِّوَايَةِ بالكِتَابَةِ، (أَنْ يَعْرِفَ الْمَكْتُوبُ لَهْ خطَّ الَّذِي كَاتَبَهُ)، وإنْ لَمْ تقمْ بِهِ بيَّنةٌ لِتَوسُّعِهِم في الرِّوَايَةِ (¬6).
(وَأْبْطَلَهْ) أي: الاعتمادَ عَلَى الخطِّ (قومٌ)، مِنْهُمْ: الغَزَالِيُّ (¬7)؛ فاشْتَرطُوا البيِّنةَ برؤيتِهِ، وَهُوَ يَكْتبُ، أَوْ بإقرارِهِ بأنَّهُ خَطَّهُ (للاشْتِباهِ) في الخطوطِ، كَمَا في نَظيرِهِ مِنَ الْمُكاتباتِ الحُكْميةِ من قاضٍ إلى آخرَ. (لَكِنْ رُدَّا) هَذَا.
وَقَالَ ابنُ الصَّلاحِ: ((إنَّهُ غَيْرُ مرضي)) (¬8) (لِنُدرَةِ اللَّبسِ) - بضم النون وفتحها - والظاهرُ أنَّ خطَّ الإنسانِ لا يشتبهُ بغيرِهِ.
¬__________
(¬1) قواطع الأدلة 1/ 330.
(¬2) بعد هذا في (م): ((هو)).
(¬3) المحصول 2/ 1/645.
(¬4) نقله عنه ابن الصّلاح في معرفة أنواع علم الحديث: 334، وانظر: الحاوي 20/ 146 وأدب القاضي له 1/ 389.
(¬5) بيان الوهم والإيهام2/ 538عقب (539) وكلامه مردود، فالحديث وصله مسلم من طرق في صحيحه6/ 4حديث (1822) ثم ذكر هذه الرواية على سبيل المتابعة، وما حكم به ابن القطان لا وجه له إلا عَلَى رأيه القائل بعدم اعتبار المتابعات والشواهد وأن كل حديث مستقل بنفسه.
(¬6) قال البقاعي في النكت الوفية 269/أ: ((أي بشهادة اثنين أنهما رأياه يكتب ذلك فتكون شهادة على الفعل لا بالتخمين، بأن هذا يشبه خطه، فهو هو؛ لأنه يبعد كلّ البعد أن يوجد خطّ غير خطه يحاكيه محاكاة يبعد معها التمييز)). وانظر: شرح التبصرة 2/ 180.
(¬7) المستصفى 1/ 166.
(¬8) معرفة أنواع علم الحديث: 334.

الصفحة 21