كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

• تنبيه:
ذكر الحافظ في الفتح (٨/ ٥٨٨): أن الطبري أخرجه من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن أيضًا، ثم قال: "وهذا التعقب وارد على الإطلاق، وإلا فإسماعيل ضعيف".
قلت: ويحتاج أيضًا إلى نظر في الإسناد إليه.
• وبعد ما رأينا حال هذه المتابعات يجب المصير والتسليم لهؤلاء الجهابذة الحفاظ، حيث اتفقوا على تفرد الأشعث الحداني بهذا الحديث عن الحسن ولم يتابع عليه، قاله: البخاري والترمذي والعقيلي وابن المنذر، وقال: "وقد دفع حديث عبد الله بن مغفل بعض أصحابنا، وقال: لم يروه غير أشعث الحداني عن الحسن، ووقفه سائر من رواه".
قلت: وهو كما قال أبو داود وابن المنذر والعقيلي، بتقديم رواية شعبة وابن أبي عروبة، عن قتادة، عن عقبة بن صهبان، عن عبد الله بن مغفل قوله، على رواية أشعث المرفوعة، قال أبو داود والعقيلي: "حديث شعبة أولى".
وقال الترمذي في حديث أشعث: "غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أشعث بن عبد الله"، وقال البخاري: "لا يُعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه"، وفي هذا استنكار للمرفوع، وتنبيه على أن الوهم فيه من أشعث.
إلا أنه يبقى التنبيه على رواية ابن أبي عروبة ففيها: نُهي أو زُجر عن البول في المغتسل، فهذا وإن كان موقوفًا؛ إلا أن له حكم الرفع.
وحاصل ما تقدم: أن الحديث موقوف على عبد الله بن مغفل، وله حكم الرفع، وله شاهد يأتي [وانظر: المرسل الخفي (٤/ ١٧٥٣)] وانظر: فيض القدير (٦/ ٣٤٥)].
ولذلك فإن الإمام أحمد لما سئل عن هذا الحديث لم ينكره، ولم يضعفه، وإنما أجاب جواب المحتج به، فقد قال ابنه صالح في مسائله (٥٥٧): "قلت: ما تقول في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - "لا يبل أحدكم في مستحمه"؟
قال: يقول: "إن منه الوسواس"؛ إذا كان يبول موضعًا يغتسل فيه"، والله أعلم.
***
٢٨ - . . . داود بن عبد الله، عن حميد الحميري -وهو: ابن عبد الرحمن-، قال: لقيت رجلًا صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - كما صحبه أبو هريرة، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمتشط أحدنا كل يوم، أو يبولَ في مغتسله.
• حديث صحيح
لفظ أبي عوانة عند أحمد: لقيت رجلًا قد صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أربع سنين، كما صحبه أبو هريرة أربع سنين، قال: نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمتشط أحدنا كل يوم، وأن يبول في

الصفحة 106