كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

مغتسله، وأن تغتسل المرأة بفضل الرجل، وأن يغتسل الرجل بفضل المرأة، وليغترفوا جميعًا.
أخرجه أبو داود مفرقًا في موضعين (٢٨ و ٨١)، والترمذي مقتصرًا على شطره الأول بمعناه من فعله - صلى الله عليه وسلم -، في الشمائل (٣٥) بلفظ: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يترجل غِبًا". والنسائي مفرقًا (١/ ١٣٠/ ٢٣٨) و (٨/ ١٣١/ ٥٠٥٤)، والحاكم (١/ ١٦٨) بشطره الأول. وأحمد (٤/ ١١٠ و ١١١) و (٥/ ٣٦٩)، وأبو نعيم الفضل بن دكين في الصلاة (١٠٠)، وابن المنذر في الأوسط (١/ ٣٣١/ ٢٦٩)، والطحاوي (١/ ٢٤)، وابن شاهين في الناسخ (٥١ و ٥٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣١٢٤/ ٧٢٠١)، والبيهقي (١/ ٩٨ و ١٩٠)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٤٧/ ٢٢)، وابن الأثير في أسد الغابة (٦/ ٤٤٠ - ٤٤١).
وهذا حديث صحيح.
وقد صححه الحميدي، قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٥/ ٢٢٦): "وقد كتب الحميدي إلى ابن حزم من العراق يخبره بصحة هذا الحديث ... ".
وصححه ابن القطان (٢/ ١٠٤/ ٧٢) و (٥/ ٢٢٦/ ٢٤٣٦).
وقال النووي في المجموع (١/ ٣٦٠): "رواه النسائي بإسناد صحيح، وجهالة اسم الصحابي لا تضر لأنهم كلهم عدول"، وقال أيضًا (٢/ ١١١): "وإسناده صحيح".
وقال ابن حجر في البلوغ (٦): "وإسناده صحيح".
وأما قول ابن المنذر والبيهقي فيه فهو غير مقبول.
قال ابن المنذر في الأوسط (١/ ٣٣٢): "وحديث داود الأودي: حديث منكر، ولا يُدرى محفوظ أم لا، والله أعلم".
قلت: بل هو محفوظ.
وقال البيهقي في السنن (١/ ١٩٠): "وهذا الحديث رواته ثقات إلا أن حميدًا لم يسم الصحابي الذي حدثه فهو بمعنى المرسل، إلا أنه مرسل جيد لولا مخالفته الأحاديث الثابتة الموصولة قبله، وداود بن عبد الله الأودي لم يحتج به الشيخان البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى".
وقال في المعرفة (١/ ٢٧٨): "وأما حديث داود بن عبد الله الأودي ... فإنه منقطع".
والقول بإرساله غير ظاهر، بل هو متصل صحيح، وجهالة الصحابي لا تضر، وداود الأودي وإن لم يحتج به الشيخان فقد وثقه أحمد وابن معين والنسائي وأبو داود، فهو ثقة يحتج بما تفرد به عن حميد.
قال ابن حجر في الفتح (١/ ٣٠٠): "رجاله ثقات، ولم أقف لمن أعله على حجة قوية، ودعوى البيهقي أنه في معنى المرسل مردودة؛ لأن إبهام الصحابي لا يضر، وقد صرح التابعي بأنه لقيه، ودعوى ابن حزم أن داود راويه عن حميد بن عبد الرحمن هو ابن يزيد الأودي، وهو ضعيف: مردودة؛ فإنه ابن عبد الله الأودي، وهو ثقة".

الصفحة 107