كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود (اسم الجزء: 1)

المتناهية (١/ ٣٣٠/ ٥٤٠)، والمزي في التهذيب (٣٢/ ٤١٤)، والذهبي في تذكرة الحفاظ (٢/ ٥٦٦).
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة ... ، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -".
قال ابن الملقن في البدر المنير (٢/ ٣٩٤) بعد قول الترمذي: "حسن غريب"، قال: "وصحيح".
وقال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله تعالى-: "وغرابته لانفراد إسرائيل به، وإسرائيل ثقة حجة" [حاشيته على جامع الترمذي (١/ ١٢)].
وقال الحاكم: "صحيح؛ فإن يوسف بن أبي بردة من ثقات آل أبي موسى، ولم نجد أحدًا يطعن فيه، وقد ذكر سماع أبيه من عاثشة - رضي الله عنها - ولم يتعقبه الذهبي.
وقال الدارقطني: "تفرد به يوسف عن أبيه عنها، وتفرد به عنه إسرائيل".
قلت: رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير يوسف فإنه: لم يرو عنه سوى إسرائيل وسعيد بن مسروق، وذكره ابن حبان في الثقات، ووثقه العجلي والحاكم، فحديثه محتمل للتحسين، لا سيما وقد صححه ابن خزيمة وابن حبان وابن الجارود والحاكم، وقال أبو حاتم الرازي: "أصح حديث في هذا الباب ... حديث عائشة" [لعلل (١/ ٤٣/ ٩٣)].
وصححه النووي في الأذكار (٥٤)، وفي المجموع (٢/ ٩٤)، وفي الخلاصة (٣٩١).
وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (١/ ٢١٦): "حسن صحيح".
وقد حسنته في تخريج أحاديث الدعاء (٥٤)، وانظر: تعليق ابن عبد الهادي على علل ابن أبي حاتم (٤).
• وفي الباب عن أنس وأبي ذر وسهل بن أبي حثمة وابن عباس وابن عمر، ولا يصح منها شيء.
قال الأمير الصنعاني: "وكل أسانيدها ضعيفة ... لكنه لا بأس في الإتيان بها جميعًا شكرًا على النعمة، ولا يشترط الصحة للحديث في مثل هذا" [سبل السلام (١/ ١٦٦)].
قلت: يعني: في باب الدعاء، فإن مجال الاجتهاد فيه مفتوح، مقيدًا بضوابطه الشرعية من عدم دعاء غير الله تعالى، وعدم الاعتداء، وعدم مخالفته لمقاصد الشريعة، أو مخالفته لشيء مما جاء فيها، وغير ذلك.
فهذا الإمام الكبير أبو زرعة الرازي بعدما بيَّن رأيه في حديثي أنس وزيد بن أرقم فيما يقال عند دخول الخلاء، وقد تقدم معنا برقم (٤ و ٥ و ٦) وأحد ألفاظه: "أعوذ بالله من الخبث والخبائث" وهو متفق عليه من حديث أنس، قال ابن أبي حاتم لأبي زرعة: "قلت: فحديث إسماعيل بن مسلم يزيد فيه: "الرجس النجس"؟ قال: وإسماعيل ضعيف، فأرى أن يقال: الرجس النجس الخبيث الشيطان الرجيم؛ فإن هذا دعاء" [العلل (١/ ١٧/ ١٣)].
فعلَّق العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني عليه في فوائده على العلل (٢٧) بقوله: "العمل بالضعيف في الدعاء".

الصفحة 112